أكثر التعليقات التي أسمعها لردعِ المخطئ وكفّه عما يفعله, وتأنيبُه, "ماذا سيقول الناس؟!"
وكأن الناس هم السلطة الأهم, وكأن رأيهم هو المقياس الذي يُقاس به الخطأَ والصواب.
لماذا؟ لماذا أوّل ما نفكر فيه هو رد فعل الناس على تصرّفاتنا؟ ونُنحّي جانباً التفكير في مدى صواب هذا التصرّف أصلاً؟
لماذا نجعل الناس هم الرادع الذي يمنعنا عن ارتكاب الأخطاء -على مرأىً منهم ومسمع- إنما من وراء أعينهم, فلا بأس.. لا أحد سيرى, ولا أحد سيسمع, ولا شيء سيُقال.
لماذا نمتنع عن الأخطاء لأنها ستجلب علينا سخط الناس, لا سخط ربِّ الناس؟
لماذا نخاف من أن يرانا الناس سيئين, أكثر من خوفنا أن نكون -فعلاً- سيئين؟
لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟
أسئلةً لا إجابة لها إلا أننا نفقد احترامنا لذواتنا.. لا يهم من نحن.. المهم كيف يرانا الناس.. نهتم بنظرة الناس لنا أكثر مما نهتم بنظرتنا لأنفسنا..
نعرف جميعاً مقولة "رضا الناس غايةٌ لا تُدرَك" ونحفظها, ونرددها, ومع هذا ندفع كل مُرتَخِصٍ وغالٍ في سبيل إرضاء الناس, حتى لو كان الغالي الذي ندفعه هو أنفسنا, واحترامنا لها.
لا بأس أن نحسن صورنا أمام الناس.. لكن ليتنا نهتمُّ بتحسين أنفسنا.. كما نهتم بتحسين صورتها..
لأن أنفسنا إن تحسنت فتتحسن صورتها لا شك.. أما إن ظلّت سيئة.. فستبهتُ على الصورة المنمقّة التي تعبنا في رسمها, وتزييفها!
لا تفعل الخطأ.. لأنه خطأ.. وليس لأن الناس سيصفونك "بالمُخطئ" ..
افعل الصواب.. لأنه صواب.. وليس ليصفك الناس "بالصائب"..
كُلُّ تصرفاتك.. افعلها لتربح رضا ربّك.. واحترام نفسك.. أولاَ.. وصدقني.. إذا نلتهم فقد ربحت رضا الناس دون عناءٍ منك أو تعب.