أقسى حكم ممكن نحكمه على شخصية إنسان, إننا نحكم عليه بالنفاق, أو التناقض, في الحقيقة الإتنين شبه بعض, لكن في إختلاف بسيط بينهم.
أول حاجة, بالنسبة للنفاق, النفاق هوَ مخالفة الظاهر للباطن, يعني أنا أكون جوّايا بكره حد أو حاجة وبتعامل كإني بحبها, مثلاً..
السؤال هنا: إحنا مش شايفين إلا تصرفات الناس الظاهرة, نقدر نشوف بواطنهم ؟ منقدرش!
فبالتالي, حكمنا عليهم بالنفاق غالباً بيكون حكم ظالم لأنه مش مبني على أساس صح, إيه الي خلانا متأكدين كده إنه منافق مع إننا منعرفش إلي في قلبه؟ .. حُكم متسرّع ومش منطقي وظالم !
بالنسبة للتناقض.. التناقض مش يعني إن الإنسان يحمل صفات متضادة, بل بالعكس, من الحكمة إن الإنسان يكون ليّن وسهل في مواقف وحازم وصارم في مواقف تانية مثلاً..
قال تعالى : " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم "
غفور, ورحيم, وفي نفس الوقت عذابه أليم.. ده مش تناقض, تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً, لكنها حكمة..
إحنا مش عارفين ظروف الناس وأسباب تصرّفاتهم الكاملة, فليه نحكم عليهم بالتناقض؟..
مش شرط عشان سامحت في مرّة وفي مرة تانية اتمسّكت بحقي أبقى متناقضة..
مش شرط عشان عاقلة بس ساعات بتكلم في حاجات مش مهمّة أكون متناقضة..
يا ريت كلّ واحد فينا يخليه في نفسه ويحاول مايكونش متناقض أو منافق قبل ما يقعد يحكم ع الناس, ياريت.