في البداية عايزة أشير إلى أن القوة لفظ عام جداً ومتفرّع جداً جداً.. لكن في قسمين رئيسيين للقوة من وجهة نظري : القوة الجسديّة, والنفسيّة..
وهتكلم هنا عن القوة النفسية على وجه الخصوص.
في ناس بيخلطوا بين "القوة" و "الشدة" .. بيحسبوا إن القوة تكمن في استخدام الألفاظ القاسية والأسلوب المتعنّت الشديد !
الرسول صلى الله عليه وسلّم مدح المؤمن القوي وفضّله عن الضعيف..
قال صلى الله عليه وسلم في حديث مشهور : " المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كلٍّ خير.."
وربنا سبحانه وتعالى لفت النظر إلى لين الرسول صلى الله عليه وسلّم ورحمته..
قال تعالى " فبما رحمةٍ من الله لنت لهم, ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك.."
طيب لو القوة واللين - الي هوّا عكس الشدة- متناقضين.. إزاي ربنا بيحب المؤمن القوي وفي نفس الوقت مدح في الرسول صلى الله عليه وسلّم لينه ورحمته ولفت النظر إلى إن الصفات دي من أهم أسباب نجاح دعوته ؟!
القوة النفسية وهيّ قوة يقينك في قناعاتك ومعتقداتك .. ورسوخك على مبادءك.. وتمسكك بالحق وثباتك عليه .. أكبر سبب يخلّي أسلوبك ليّن ويخلّيك "رابط الجأش" زي ما بيقولوا.. ومن المعروف إن الانفعال الشديد دليل على ضعف موقف الإنسان وثقته إلي بيخبّيهم بالألفاظ الشديدة الفظّه.. فكل ما كنت قوي نفسيّاً.. كل ما هيقل لجوئك إلى الغِلظة والشدّة والألفاظ القاسية, وكل ما هتنجح في تبليغ دعوتك, ونشر فكرتك :)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق