الأحد، 26 مايو 2013

قوة العطاء

من الصعب وصف هَول القوة التي يستمدها الإنسان –أيُّ انسان- من إعانته لغيره,
وكَم السعادة التي يشعر بها من يُساعد الآخرين..

وكمية الثقة التي يستمدّها من سخّر حياته ليفيد العالَمين..
ومقدار الرضا الذي يحس به من يقضي حوائج الناس..
وقدر انشراح الصدر الذي يعاينه من نَفع غيره بما يستطيع..
فهذه الأحاسيس والمشاعر, لا يدركها جيداً, ولا يعيها مطلقاً, إلا من عاينَها وجرّبها.
ولن يدفع الإنسان بنفسه لسبيل المِعطائين إلا بعد أن يعي حقيقةً هامةً, ويصدّقها, ويؤمن بها, ويتشرَّبَها, وهي أن كلّ شيء, وأيّ شيء, وأقلّ شيء, يفعله الإنسان لغيره في الظاهر إنما يعود عليه هوَ بنفعٍ يفوق ما نَفعَ به !
فمِن نفع الآخرين ومساعدتهم وإسعادهم ولو بأقلّ القليل, ومن كل عملٍ نبيل, يُستَمدُّ كل شعورٍ جميل, وما عاش من عاش لنفسه, وما مات من عاش لغيره.
عندما تشرح صدر إنسانٍ بابتسامة, وتثلج صدره بكلمةٍ طيبة..
عندما تعلم إنساناً شيئاً ما يجهله, أو تمنحه شيئاً ما يفقده, أو تساعده على بلوغ شيءِ ينشده..
عندما تُسعد حزينا, عندما تطمئن مهموماً, عندما تأمّن فَزِعاً, عندما تُجير خائفاً, عندما تنصر مظلوماً, عنما تواسي مكروباً, عندما تطعم جائعاً, عندما تكسو عارياً..
عندها تكون قد فعلت لنفسك أكثر مما فعلته لغيرك..
عندها تكون قد ادّخرت رصيداً من السعادةِ كبيراً, وقدراً من الرضا عظيماً.

وتذكر..
كلما أعنت كلما أُعنت, وكلما ساعدت كلما سُعدت, وكلما مَنحت كلما مُنِحت..
 ومن كان في عونِ أخيه, كانت أعظم قوى الكونِ في عونه.. قوّة الإله.. قوّةُ القويِّ.. قوّةُ الله !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق