الأربعاء، 27 يونيو 2012

خيرُ أمّة

بسم الله الرحمن الرحيم 



قال تعالى : "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلْناسِ تَأْمُرونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عنِ المُنكَر" 
أثنى الله سبحانه وتعالى على أمتنا في هذه الآية الكريمة , وما أعظمه من فخرٍ أن يُثني علينا جل جلاله في أعظم الكُتب . لكن انتبهوا إلى السبب الذي جعلنا أفضل الأمم وتأملوا فيه...

" تَأْمُرونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عنِ المُنكَر" 
وهذا يدُلّ على عظم شأن النصيحة في الإسلام , وأنه من أجل صفات المسلم الحق أن يكون ناصحاً لغيره... 

وأظننا نتفِقُ على أن أعظم الناس هو من يتجاوز القدرة على تطوير نفسه , إلى القدرة على التأثير في الآخرين وجعلهم أفضل... بماذا؟! بالنصــيحة

ولتقديم النصيحة مهاراتٌ وفنون يتحتم علينا إتقانها لنلقى الإستجابة لنصيحتنا ولِألا يكون لها تأثيرٌ عكسي . 
وقد اقتبست العديد من النصائح المهمة من الكتاب الرائع "إستمتع بحياتك" للدكتور محمد العريفي , فهيا معاً لنتقن فن النُّصح...


- لا تكن أُستاذياً ! عندما يخطئ إنسان عالج خطأه بأسلوبٍ يجعله يشعر أن الفكرة فكرته  هو.
مثال : أخوك يغيب عن الصلاة في المسجد...قل له : أحمد...أما تريد أن تدخل الجنة ؟ سيجيبك :نعم , إذن حافظ على صلاتك .

- إبدأ بجوانب الإتفاق : إذا قابلتِ امرأة غير محجبة قولي لها : أنا أعلم أنك مسلمة , وحريصة على الخير وامرأة عفيفة وتحبين الله ستقول : صحيح . عندها قدمي النصيحة على شكل اقتراح : فلو أنكِ اعتنيت بحجابك أكثر وحرصتي على الستر...

- كن عادلاً : اذكر الجوانب المشرقة عند المخطئ قبل غيرها ثم نبهه على أخطائه , حاول أن تُشعر الذي تنصحه أن نظرتك إليه مشرقة وأنك عندما تنبهه على أخطائه لا يعني ذلك أنه سقط من عينك أو أنك نسيت حسناته ولا تذكر إلا سيئاته , بل أشعره أن ملاحظاتك عليه تغوص في بحر حسناته .

- اجعل معالجة الخطأ سهلة ! أشعره أنه أخطأ ولكن الطريق لم ينقطع بعد والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .

- أقنعه بخطئه ليتقبل النصح ! لأجل أن يقتنع المنصوح بما تقول ناقشه بأفكاره ومبادئه هو قدر المستطاع , فكر من وجهة نظره ! فإذا شعر المخطئ ببشاعة خطئه اقتنع بحاجته للنصيحة وصار قبوله أكثر وقناعته أكبر . 


دمتم في أمان الله...

الاثنين، 25 يونيو 2012

حيـاةُ الحيـاة


بسم الله الرحمن الرحيم


لاحظتُ أنه لا تُذكر سيرة ناجح أو مبدع ؛إلا وذُكر فيها أن "القراءة" كانت منهاجه ولها كثير من الفضل فيما حققه من نجاح .
وسألت نفسي...لمَ حب القراءة -بالذات- هو القاسم المشترك بين الكثير -إن لم يكن كل- الشخصيات الناجحة ؟!
وحاولت البحث عن مقالات توضح لماذا للقراءة هذا التأثير السحري وما اختلافها عن بقية الوسائل الثقافية -كالإنترنت والبرامج التفزيونية- , لكني لم أجد ما يشفي غليلي ويقنعني .
فقررت أن أقرأ لأعي بنفسي , ما فائدة القراءة ؟
في الحقيقة...لي تجارب كثيرة مع القراءة...ولكن كانت تنقصني العزيمة لأُتِمّ أي كتاب أبدؤه .
لكنّي تحديت نفسي , وقررت أن أُدرك تأثير القراءة -السّحري- بنفسي .
بدأت بكتابٍ في الشهر ثم كتاب كل أسبوع , ورأيت تأثير القراءة , وأحسسته !
شعُرت بزيادة رهيبة في ثقتي بنفسي ,
تغيرت طريقة تفكيري , أصبحَت أعمق وأوسع .
زادت قدرتي في التعبير عن نفسي ومشاعري .
إزدتُ طلاقة في التحدث , وتحسنت علاقاتي الإجتماعية .
تغيرت نظرتي للحياة , تطورت أفكاري , أصبحتُ أفضل...بكثير!
وأدركتُ أن القراءة هي أمُّ الهوايات -إن صح التعبير- وأن أي يومٍ لا أقرأ فيه هو يومٌ ضائع لم أتقدم فيه خطوة الى الأمام , وأدركتُ أنها فعلاً "حيـاةُ الحيــاة " .
فقررت قراًراً لا رجوع فيه ,
 قررت أن أجعل من الكتب أصدقاء , نعم...أصدقاء..وما أوفاهم أصدقاء !
وهكذا انتهت قصتي مع القراءة .

***

قارئي الكريم...
إن كنت من هُواة القراءة وأصدقاء الكتب ؛ فاعلم أنك بالقراءة قد ثبتّ قدمك على طريق النجاح , فهنيئاً لك وسدد الله خطاك .
وإن لم تُبحر بعدُ في بحر القراءة الواسع ؛  فإني أنصحك نصيحة المحب : "اقرأ" إبدأ الآن... اختر كتابا سهلاً ممتعا في مجال تحبُّه وقسم صفحاته على شهرٍ, ولا تنس أن تكافئ نفسك إذا أتممت المهمّة , ولك دعائي المخلص بالتوفيق والسداد .


خاتمة...       
سُئل فولتير(المفكر والفيلسوف الفرنسي) عمّن سيقود الجنس البشري ؟!
فأجاب : " الذين يعرفون كيف يقرؤون "


***



الخميس، 21 يونيو 2012

4 أفكار "إبداعية" لصحتك

بسم الله الرحمن الرحيم .


جسمٌ نشيط..وزنٌ مثالي..صحةٌ ممتازة ! 
من منّا لا يتمنى ذلك ؟!
تتعدد الوسائل لتحقيق تلك الأهداف...
لكن أفضلها هي أن نجعل العادات الصحيّة أسلوب حياة .
وإليكم بعض الأفكار الصحية...المبتكره !





1- شارك الآخرين ! 
 تقاسم لوح الشيكولاتة أو كيس البطاطس مع أصدقائك أو إخوتك الصغار
ستصبح محبوباً -بالتأكيد- مع تناول سعرات حرارية أقل !


2- وفّر نقودك !
بدلاً من شراء لوح كبير من الشيكولاتة , اختر الحجم المتوسط أو الصغير ..ستوفر نقودك, وتحصل على الطاقة التي تحتاجها, وتوفر الدهون الزائدة ايضاً !
وحبذا لو اخترت الشوكولاتة الغامقة...
فهي مفيدة للقلب وتمد الجسم بمزيد من النشاط....والسعادة !


3- تحمّس !
تنقّل في منزلك بحماس , اذهب واغسل الكوب بمجرد انتهائك من الشرب , لا للكسل !
سيصبح جسمك نشيطاً وستشعر بالسعادة أيضاً .


4- تثقّف !
نعم ..! اقرأ المقالات الصحيّة وزِد وعيك الصحي ؛ سيزيد هذا حماسك لأن تُحسّن عاداتك الغذائية .
لهذه الخطوة تأثيرٌ سحري ! صدقني






وفي الختام..أتمنى لكم الصحة والعافية والسعادة :)

الأربعاء، 13 يونيو 2012

شفرة نجاحهم...

بسم الله الرحمن الرحيم


آنتهيت قبل قليل من رحلةٍ دامت قرابة شهر .. اصطحبني فيها الكتاب الذي عزمت على قراءته -عظماء بلا مدارس-.
وفيه.. قرأت سيراً لعظماءٍ غيروا وجه العالم ..
ومع اختلاف نجاحاتهم ومجالات إبداعهم كان لابد من وجود استراتيجيات مشتركة بين هؤلاء العظماء ,
أحببت أن أوجزها لكم لتشاركوني عصارة تجربتهم وخلاصة شفرة نجاحهم 
فتعالوا معي أعزائي القراء لنستقي بعض المهارات التي تسلحوا بها لاجتياز دروب النجاح ...

- القراءة والتسلح بالمعرفة وتثقيف الذات في شتى العلوم لبِنة أساسية لكل الشخصيات الناجحة .
- لم تسلَم أي شخصية عظيمة من الفشل والسقوط مراتٍ ومرات , لكن تداركهم لزمام الأمور وتكرار المحاولة هو ما استثناهم عن بقية الفاشلين الذين استكانوا للفشل فمُحي أثرهم واختفى ذكرهم .
-وجود شحن ذاتي يدفع -الطامح للمجد- إلى التعلم المستمر والبحث عن الفرص والتماسك بعد السقوط من أهم ما يستوجب وجوده في الشخصيات الناجحة .
- يجب أن يثبت الإنسان جديّته وجدارته وتميزه  ليلاقي الدعم من المجتمع الذي ينقده أو لا يعيره اي اهتمام .
-الناجحين يأخذون الإنتقادات والكلمات المحطّمه كتحدٍ لإثبات جدارتهم ودافعٍ يدفعهم للعمل الجاد والمستمر .
- لا يوجد طريق ممهد للنجاح وخالٍ من المصاعب والعثرات! وإنما ما يجعله ممهداً هو كيفية تعاملنا مع الصعوبات التي تواجهنا !
- بدأ الكثير من عظماء التاريخ من الصفر أو أدنى ! فحال أسوئنا حالاً الآن قد يكون أحسن من حاله مراتٍ ومراتٍ .. ولكل زمنٍ صعوباته وعقباته وميزاته ! فليس عذراً وليست حجّة أن نلقي اللوم على الزمان أو المجتمع .. أياً كانت الظروف !!
- استثمار الأوقات -حتى العصيب منها - وعدم اهدارها هو ما يجعل الإنسان يتدارك عمره فيما يفيد فيعزم على الجد ويخطو خطوات واثقة لبناء المجد وخلود الذِّكر .
- يجب أن يبدأ النجاح بشيء من المخاطرة المخلوطة بالتخطيط المقنن على ألا تبالغ في "دراسة جدوى" هدفك المنشود لألا تتثبط عزيمتك.


وأخيراً ..
لا تكن أبتَراً !
وتذكّر ..
أن كل ما حولك في الحياة هو من صنع أشخاص ليسوا أكثر ذكاءً منك !



الثلاثاء، 12 يونيو 2012

لن تبدأ بلا مبدأ ..!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدأ (كما عُرّف في موسوعة وكيبيديا) : هو جزء لا يتجزء من كيان الإنسان تربي عليه ونشأ به .
والمبدأ -من وجهة نظري المتواضعة- :هو القيم التي تستند اليها في اتخاذ القرارات وحل المشكلات واختيار انسب الخيارات .
إنسان بلا مبدأ في الحياة أي أنه لا شيء , بلا دعائم , تسيّره رياح الزمن يميناً ويساراً كيفما شاءت .

---

أعتقد أنك تتفق معي -قارئي الكريم- على أن من أبغض الصفات وأحقرها صفة  "السطحية" في التعامل مع الناس .
فيحترمُ السطحي هذا لأنه "غني" أو "وسيم" ويستحقر ذاك لأنه "على قد حاله " أو "قبيح" !
وهاتين الصفتين القبيحتين ناتجتان عن عدم اتخاذ المتّصف بهما مبادئَ يتعامل مع الناس على أساسها لا على أساس "مناصبهم"أو"أشكالهم" .
بَيْدَ أن هناك أشخاصاُ يحتاجون معاملة تتناسب مع طباعهم , لكن لا تعاملهم بما يخالف مبادئك .

- الإبتسامة .. العفو .. الإحترام , جميعها مبادئ تكسبك محبة الناس !

---

وفي طريقك للنجاح  فإنّك تحتاج للمبادئ لتدعّمك وتساعدك على إكمال طريقك , والتغلب على العثرات والمصاعب الجمة التي قد تواجهك ,وضبط نفسك أمام هواها .
فسهل على من مبدأُه استغلال الوقت أن يختار بين مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب ,
ومن مبدأُه "الصبر" لن يكتئب ويحيد عن طريق النجاح مهما واجهه من عثرات ,
والذي اتخذ من "الثقة بالنفس" مبدءاً فإنه سيكمل طريقه حتى إن لم يلقى الدعم والتشجيع من الناس .
ومن جانبٍ آخر..
فإنه مهما أنجز الشخص من نجاحات تتعارض مع مبادئه فإنه لن يشعر بأيما سعادةٍ بإنجازه الذي حققه , بل إنه قد يصاب بالإحباط الشديد !

---

ختاماً .....
تبنّى مبادئَ نبيلةً في حياتك ..
استعِن بها , واستند عليها , وقدّسها .


دمتم في أمان الله وحِفظه

الخميس، 7 يونيو 2012

ثورةٌ على النفس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لقد أبهرنا -نحن العرب- العالم أجمع بثوَراتنا ضد الإضطهاد والقمع والتعسُّف , وإن كانت لثوَرَاتنا تداعيات معظمها أليمٌ على النّفس .
لكن مجرد اجتماعنا على قلب رجل واحد لهدفينِ يصلحان معيشتنا وهما الحرية والعدالة بجميع نواحيهما لهو إنجازٌ عظيم وفخر كبير لنا .
لكنّ ما يؤلم النفس ويكدّر الخاطر حقاً , هو عدمُ إدراكنا للقاعدةِ الكونية القرآنية الجليّة الواضحة  :
"إنّ اللهَ لا يُغَيَّر ما بِقومٍ حَتّى يُغيّروا ما بِأنفُسِهم"
فبأي حق نطالب بالعدل وما يزل المهندس ينظر للمزارع نظرة استحقارٍ ?!
وكيف نطالب بالحرية ونحن دكتاتوريون في آراءنا ولا نتقبل من يختلف معنا ?!
ماذا غيّرت فيك الثورة ؟
إذا لم نجد في أنفسنا إجابة سريعة عن هذا السؤال .. فإن الثورة -حتماً- لم تكتمل بعد .
ولن تكتمل ... 
إلى أن نسمو بأخلاقنا , ونسعى للتغيير [الجذري] .
إلى أن نحب العمل ونُبغض الكسل ,
ونحيا بالعلم وننبذ الجهل .

ختاماً...
- ليس لنا أن نتقدم أو لحياتنا أن تتحسن أو لثورتنا أن تكتمل ؛ إذا لم نبدأ في تغيير أنفسنا للأفضل .
- الثورة السياسية ليست كافية لنحيا حياة كريمة أو نتقدم للأمام...نحن نحتاج ثوَراتٍ أخلاقية ودينية وفكرية وثقافية .
- وستظل ثورتنا على أنفسنا ...مستمرة !