بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلْناسِ تَأْمُرونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عنِ المُنكَر"
أثنى الله سبحانه وتعالى على أمتنا في هذه الآية الكريمة , وما أعظمه من فخرٍ أن يُثني علينا جل جلاله في أعظم الكُتب . لكن انتبهوا إلى السبب الذي جعلنا أفضل الأمم وتأملوا فيه...
" تَأْمُرونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عنِ المُنكَر"
وهذا يدُلّ على عظم شأن النصيحة في الإسلام , وأنه من أجل صفات المسلم الحق أن يكون ناصحاً لغيره...
وأظننا نتفِقُ على أن أعظم الناس هو من يتجاوز القدرة على تطوير نفسه , إلى القدرة على التأثير في الآخرين وجعلهم أفضل... بماذا؟! بالنصــيحة
ولتقديم النصيحة مهاراتٌ وفنون يتحتم علينا إتقانها لنلقى الإستجابة لنصيحتنا ولِألا يكون لها تأثيرٌ عكسي .
وقد اقتبست العديد من النصائح المهمة من الكتاب الرائع "إستمتع بحياتك" للدكتور محمد العريفي , فهيا معاً لنتقن فن النُّصح...
- لا تكن أُستاذياً ! عندما يخطئ إنسان عالج خطأه بأسلوبٍ يجعله يشعر أن الفكرة فكرته هو.
مثال : أخوك يغيب عن الصلاة في المسجد...قل له : أحمد...أما تريد أن تدخل الجنة ؟ سيجيبك :نعم , إذن حافظ على صلاتك .
- إبدأ بجوانب الإتفاق : إذا قابلتِ امرأة غير محجبة قولي لها : أنا أعلم أنك مسلمة , وحريصة على الخير وامرأة عفيفة وتحبين الله ستقول : صحيح . عندها قدمي النصيحة على شكل اقتراح : فلو أنكِ اعتنيت بحجابك أكثر وحرصتي على الستر...
- كن عادلاً : اذكر الجوانب المشرقة عند المخطئ قبل غيرها ثم نبهه على أخطائه , حاول أن تُشعر الذي تنصحه أن نظرتك إليه مشرقة وأنك عندما تنبهه على أخطائه لا يعني ذلك أنه سقط من عينك أو أنك نسيت حسناته ولا تذكر إلا سيئاته , بل أشعره أن ملاحظاتك عليه تغوص في بحر حسناته .
- اجعل معالجة الخطأ سهلة ! أشعره أنه أخطأ ولكن الطريق لم ينقطع بعد والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .
- أقنعه بخطئه ليتقبل النصح ! لأجل أن يقتنع المنصوح بما تقول ناقشه بأفكاره ومبادئه هو قدر المستطاع , فكر من وجهة نظره ! فإذا شعر المخطئ ببشاعة خطئه اقتنع بحاجته للنصيحة وصار قبوله أكثر وقناعته أكبر .
دمتم في أمان الله...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق