في رحلة حياة الإنسان –طالت أم قصُرت- ليس أهم عليه من معرفة ذاته, واكتشافها, وفَهمها, وسبر أغوارها, والوقوف على مزاياها وعيوبها, ومحاسنها ومثالبها, ونقاط قوتها وضعفها, ومواطن جهلها وعلمها, ومعرفة رغباتها, ومقاصدها, وأهدافها, وأحلامها.
يجب عليه اكتشاف ومعرفة كل ذلك حتى يحقق التوافق مع ذاته, فيحبها, فيسعى لرقيها, ويجتهد لتنميتها, وتطويرها, وتزكِيَتِها, و ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ .
فإذا توافَق الإنسان مع ذاته, فلن تستطيع قوة في العالم أن تُربكه, وتشوّشه, وتحيد به عن الطريق المستقيم. ولن تثنيه عقبات الحياة وعوائقها مهما كثُرت عن الارتقاء بذاته وطموحاته وإنجازاته.
فمعرفة الإنسان لنفسه, وتهذيبها, وتزكيتها, والتوافق معها, تفتح له أبواباً لا حصر لها من الخير والهداية والسداد.
فلا أهدى ولا أسعد ممن تناغم مع ذاته, فوضع يده في يدِها, ومضيا سويّاً على الطريق المستقيم, ونحو الهدف القويم, لا يتعارضا, ولا يتصارعا, ولا يتناقضا.
ولا أضلّ ولا أتعس ممن جهِل نفسه ولم يلقِ بالاً لمعرفتها, فأعملَها ولم يعمل لها, فبقى معها في صراع, ولم ينفكّا عن النزاع, فأصبح سائراً في الحياةِ متخبّطاً متحيراً متذبذباً.
فالإنسان إن لم يعرف ذاته ويفهمها, اضطرب وتعثّر, وتردّى وهوى, وشقي وتعِس.. وعاش حياته في صراعٍ أبديّ, وحربٍ ضروسٍ مع نفسه.
وقد كُتِب في اكتشاف الذات الكتب, وأُلفت فيه المؤلفات, وتكلّم الفلاسفة, ونصح العلماء, لكني أرى السبيل الأبسط والأصوب لفهم الذات هو التأمل في النفس والتفكر فيها, أن يجعل الإنسان وقتاً لذاته, لنفسه, لروحه, يحدد فيها مبادئه وأهدافه ورغباته, ويرسم فيها صورةً مشرقةً لحياته؛ حتى لا يضيع الإنسان في متاهات الحياة, ويغرق في أمواجها المتلاطمة.
- قرأتها أكثر من مره, وفى كل مره خرجت بحكمه جديده ..
ردحذفوع العموم إستفدت .. ما شاء الله :)
أسعدتني بتعليقك :)
ردحذفقد أفلح من ذكاها :)
ردحذفالتصالح مع الروح <3