من أكثر المفاهيم التي يتحتّم علينا الجمع بينها حتى نحيا حياةً ملؤها السعادة والرضا, ونحقق النجاحين الشخصي والاجتماعيّ على حد سواء : الثقة بالنفس والتواضع.
ويتسائل الكثيرون عن كيفية الجمع بينهما, أو امكانيّته أصلاً.
ولا أجِد إجابة شافيةً في المقولة التي تمثل العلاقة بين الثقة بالنفس والغرور في نظر الكثير من الناس .. التي تقول :
" الغرور هو الثقة الزائدة بالنفس " .. لا وألفُ لا !.. لم تكن زيادة الثقة بالنفس أبداً -ولن تكون- سبباً للغرور والكِبر, إلا لخلل في النفس نفسها.. وانحراف عن الثقة الحقيقية بالنفس, فالمغرور ليس واثقاً من نفسه, لكنه يراها أكبر بكثير من حجمها الحقيقي.. ويرى الآخرين صِغاراً حقيرين من برجه العاجيّ الوهمي.
أما الثقة بالنفس فهي رؤية موضوعية لقدرات الإنسان, وإيمانٌ بنقاط قوته, وتقديرٌ لأسرار الله التي أودعها فيه.
لن أتفلسف كثيراً وأعقد مقارنة نمطيّة بين أعظم السمات وأبشع الصفات, ولن أصف لك "روشته" تصل بها إلى تحقيق التوافق بين بين الثقة بالنفس والتواضع..
لكني سأعطيك طرف الخيط , وابحث أنت عما تبقى..
ثق بنفسك.. آمن بها.. وقدّرها..
لكن ابدأ السلام مع الآخرين..
اعطف على الفقراء والمساكين..
تبسّم لكل المخلوقين..
ساعد المحتاجين..
اسمع شكوى المُستضعفين..
واسعَ مع العاجزين..
فلا توصف من المغرورين..
وتجمع بينَ أعظم خَصلتين..
فيرفعك ربّ العالمين..
وتكونَ للأرض من المُعمّرين.
:)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق