الثلاثاء، 26 مارس 2013

زوايا !

أكثر ما يُقعدني عن الكتابة ويمنعني من أن أكتب, وساوس تراودني تقول لي..
" قد كُتب في هذا الموضوع من قبل, وناوله الكثير من عظماء الكُتّاب, فهل ستقولي قولاً مختلفاً عما قالوه! أم ستأتي بحقيقةٍ غفلوا جميعاً عنها؟ أنتِ أيتها المغمورةُ الصغيرة "
خاصةُ أني لا أحب تكرير ما قاله غيري , أو إعادة ما كُتب من قبل, ولا شيء أبغض عندي من التقليد, والتكرار!
لكن بعد تفكيرٍ في هذه الوساوس المُحبطة, المُقعدة, والمثبطة, تبيّن لي أني لا بد لي أن أنطلق !
لا بد أن أُطلق لفكري وأحرفي العنان !
لِمَ؟
لأنني أدركتُ أن لكل إنسانٍ زاوية لا ينظر منها غيره, ولا يراها سواه, زاوية تشكلت بسبب كل حرفٍ قرأه, وكل كلمةٍ سمعها, وكل اعتقادٍ اعتنقه, وكل فكرةٍ آمن بها, زاويةٌ يستحيل أن تطابق زاوية شخص آخر, أياً كان ! -يمكن أن تشابهها لكنها لن تطابقها أبداً-
زاويةٌ عندما أكتب انطلاقاً منها, قد تؤثّر كتاباتي في شخصٍ لم تؤثر فيه كتابات أعظم الكتاب في نفس الموضوع..
ليس غروراً أو اغتراراً بشيءٍ من قدراتي.. لكنها حقيقة!
وستدرك هذه الحقيقة إذا وَعيت أن القرآن الكريم, أعظم كتابٍ مسطور, كُررت فيه نفس الأفكار كثيراً بزوايا مختلفةٍ ومتباينة, لعل إنساناً لا تؤثر فيه آية, ويتأثر بآيةٍ أخرى بها نفس المعنى- لكن من زاويةٍ أخرى.

وأنت أيضاً ! حذارِ أن تُقعدك وساوسٌ كهذه عن التعبير عن نفسك, أو نشر أفكارك, أو بثّ خواطرك للعالم!.. فإن زاوية رؤيتك لا يملكها غيرك, وقد تؤثر في شخصٍ لم يتأثر بكتابات أعظم الكُتّاب.

هناك تعليقان (2):

  1. أنا كذلك أعاني من هذه المشكلة , وهي أني أحيانا أكون عاجزا عن الكتابة , لكن السبب يكون مختلف عما ذكرته فكلما أردت أن أكتب شيئاأفكر في الناس الذين يمكنهم قراءة ما أكتب وكيف سيكون رد فعلهم عند قراءته وتراودني أفكار من قبل أن الناس سيسخرون مني وهذا ما يجعلني أعجز عن الكتابة

    ردحذف
  2. فعلاً هذا من أكبر الأسباب المثبطة عن الكتابة, وعن أي عملٍ عظيم في الحياة!
    والإنسان سيظل في حربٍ مستمرة مع هذه الأفكار إلى أن يغلبها أو تتغلب عليه, المهم ألا يستسلم لها, ويكتب ما يرضي ضميره ونفسه, ثم لا يبالي بالناس :)..
    وقد قال أحد الحكماء : " إذا أردت ألا تُنتَقد, فلا تعمل شيئاً "
    شكراً على تعليقك :)

    ردحذف