الاثنين، 19 نوفمبر 2012

لكم أخشى..

لكم أخشى أن تنقضي أيامي..
وأنا لا زلتُ في مكاني.. 
وتمرُّ أعوامي.. وأنا غارقةٌ في أوهامي..
أُسوّفُ.. وأعقدُ الأماني..
وكم أخافُ.. أن تنسيني مشاغل الليالي.. أحلامي..
وتعودُ ذكراها تؤنّبني.. بعد فواتِ الأوانِ..
وكم أهابُ.. أن تشغلني الغفلة 
وتلهيني.. لذةُ الركون للأركانِ! 
أيا شواغلَ الحياةِ فلتعلمي.. 
أني لا أملك استعداداً.. لأن أموت كما وُلدتُ صِفراً..
وتنقضي أيّامي.. وأنا باقيةٌ في مكاني!.. 
سأوقظ كلّ يومٍ عزيمتي وإصراري..
وأقترب خطوةً أو نصف خطوةٍ من أحلامي..
لتصير واقعاً أراه أمامي.. 
حتى لا أقلّب كفايَ ندماً..
في أرذلِ العُمُر.. أو على فراش الموتِ..
 كيف أضعتُ أعوامي !

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

أنتِ كلُّ شيء !



أنتِ.. سمائي وأرضي..
برّي وبحري..
نُهُري وشَجري..
مَدّي وجزري..
أنتِ.. شمسُ نهاري.. وقمَرُ ليلي..

أنتِ.. كسوفي.. خسوفي..
شروقي.. غروبي..
شتائي.. صَيفي..
ربيعي.. خريفي..
أنتِ.. كلُّ فصول عامي.. وظواهرُ عالمي !

أنتِ.. روضتي.. جنّتي..
سمعي.. بصَري.. حركتي..
سعادتي.. فرحَتي..
بَلسمي.. في خضمِ شِقوَتي .

أنتِ.. ضَيّي.. نوري.. مُهجتي..
مصباحي.. مِشكاتي.. بل أنتِ.. كوكبي الدُّريُّ !

أنتِ.. لزهرِ حياتيَ الرحيق..
ولشجرِ جنّتيَ الثمر..
ولسماءِ دُنيايَ النجوم .

أنتِ الروحُ للجسَد..
 والضوءُ للبصر..
 والدمُ لحبل الوريد!
وببسمتِك.. وبنظرتكِ.. أنسى.. أنسى كُلّ ما أريد!

أنتِ.. مدرستي.. جامعتي..
في بسمةِ ثغركِ كُتبي..
 وفي نظرتِكِ مناهجي..


 أنتِ.. ما بين السماءِ والأرض..
ومابين الشرق والغرب..
ومابين الحياة والموت..
أنتِ.. كلُّ شيءٍ.. يا أُمّي :)






الاثنين، 22 أكتوبر 2012

متى ستأتي؟

متى ستأتي أيها الغدُ الذي.. أحلتُ إليه أمانيّ وأحلامي.. أجّلت إليه كل طموحاتي.. رسمتُ فيه صورةً مشرقةً.. لحياتي..
متى ستأتي أيها الغدُ الذي.. حلفتُ ألا أكرر فيه خطيئاتي.. زلّاتي.. حماقاتي.. وها أنا أغرقُ اليومَ كالأمسِ في ارتكاساتي..
متى ستأتي أيها الغدُ الذي.. ظننتُ بالأمسِ سيكون اليومَ.. وقبلَ أمسٍ سيأتي بالأمسِ.. وكلّ يومٍ تُخيَّبُ ظنوني.. وتخطئُ توقعاتي..
متى ستأتي أيّها الغدُ الذي.. كلما حسِبتُني اقتربتُ منه بعُدَ وكلّما.. بحثتُ أجده بعيداً عن منالاتي..
متى ستأتي.. وأحياكَ يوماً بعدما كُنت لأيامٍ غداً.. وتصيرُ واقعاً بعدما سكنت كثيراً في خيالاتي..
تأخّر قدومُك يا غدي حتى ظننتُ.. أنّك سرابُ وَهمٍ أو طيفٌ عابرٌ من أمنياتي..
صارِحني يا غدي.. أتنوي القدوم حقاً أم.. ستظلّ غداً حتى انتهاء عمري.. وقدوم أجلي..  وانقضاء حياتي؟

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

تمسك بحلمك






دُهش العالم مؤخراً بقرارٍ مجنون, اتخذه, وسعى لتحقيقه رائد فضاءٍ سويديٍّ مغامر شجاع " ومغامرته وشجاعته صعدتا به لقمة المجد " يدعى Felix Baumgartner .


كان فيليكس شغوفاً بالقفز الحر وقيادة طائرات الهليكوبتر منذ صغره , وقد بدأ في ممارسة هوايته "القفز الحر" وهو ابن 16 سنة ونجح في القيام بعدة قفزاتٍ حرة منذ ذاك السن . وداعبه ذات يومٍ حلم مجنون جريء , هو أن يقفز من الفضاء باتجاه الأرض محطماً عدة أرقامٍ قياسية , وقد سعى لتحقيق حلمه ونجح في ذلك فتربّع على قمة المجد والشهرة .

لن يكون حديثي هنا عن الأرقام القياسية أو القوانين الفيزيائية المتعلقة بقفزة فيليكس ففي الإنترنت ما يُغني عن حديثي عن هذا , غير أني لا أملك كثير علمٍ بالفيزياء .
سيكون تحدُّثي هنا عن الجنون.. عن الجُرأة.. عن المخاطرة.. عن المُجازفة.. عن التضحية.. والشجاعة .

لو نظرنا نظرة تأمُّلٍ في كثيرٍ من الاختراعات والاكتشافات والقوانين التي حولنا في هذا الكون لوجدنا أن معظمها -إن لم يكن كُلُّها- كانت قبل أن تُكتشَف وتُخترع : أفكاراً مجنونةً أو أحلاماً جريئة, جعلها واقعاً تمسُّكُ أصحابها بها وعدم وأدهم لها لمجرد أنها غيرُ مألوفةٍ أو كاسرة لقاعدةٍ سلَّم لها البشر .
والعالمُ الآن , لم يعد بحاجةٍ للمزيد من الأحلام العادية النمطية , ولا يسَعُ أشخاصاً جبناء ضِعافَ مهازيل سفهاء الأحلام , وهو, في الجانب الآخر, في حاجةٍ ماسةٍ لأحلامٍ جريئةٍ وأهدافٍ مميزة -ساميَة- ترقى به وتسمو , في حاجةٍ لأحلامٍ وأهدافٍ لا يخشى أصحابُها الفشل أو يهابون التضحية .

ولا أدعو هنا أبداً للتهوُّر والاندفاع الطائش , بل أدعو للجُرأة والشجاعة والمُخاطرة.. وهناك شعرة بين جُرأة الناجحين وشجاعتهم, وتهوُّرالفاشلين وطَيشهم.. وهذه "الشعرة" هي التي تصنَع الفارق بينهم .

تمسك بحُلُمِك.. ولا تئِده من مهده لمجرد أنه مخالف لعُرف سائد أو منطق وضعه البشر.. تمسك به.. 
حتى لو كانت نسبة واقعيته ومنطقيته ضئيلةً جداً.. تمسك به.. واسعَ لتحقيقه وجعله واقعاً تلمسه ويراه العالم . وحتى لو فشِلت, للمحاولة شرفٌ ليس بضئيل .
وللعلم, فيليكس توقع نجاح رحلته و قفزته بنسبة 1% فقط ! 

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

عفوٌ قدير .


تعلمتُ أن أتأمل أسماء الله وصفاته الواردة في نهاية آي القرآن ؛ لما يكون لها من وثوق الصلة وعمق الترابط بمعنى الآية , ومن الآيات التي تأملتُها :
" إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَو تُخْفُوهُ أو تَعْفواْ عَن سُوءٍ فإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيْراً " [ 149- النساء ]
عندما ذكر الله تعالى ( العفو عن السوء ) في الآية الكريمة , أحب أن يذكر عباده أنه عفوٌ رغم كمال قوته وعظيم قدرته فقال تعالى : ( فإن الله كان عفواً قديراً ) .
وعلى المسلم هنا أن يقف عند معنىً عظيم جليل :
أن ربه وخالقه , رغم كل ما يملكه من قوةٍ وعزةٍ وقدرةٍ وجبروتٍ وملكوتٍ وعظمة , يعفو عن عباده , ويغفر لهم زلاتهم وأخطاءهم وإسرافهم في أمرهم , ويعطيهم الفرص تلو الفرص ليرجعوا وينيبوا اليه .
وبرغم ذلك , تجد أُناساً ينأَون عن مسامحة غيرهم , ويأبَون العفو عن زلل الآخرين وأخطائهم , ويصرُّون على الانتقام ممن أخطأ بحقهم , ظانّين –خطئاً- أن هذا يزيدُهم عزّاً أو عظَمة! وصلى ربي وبارك على أعظم العظماء الذي ما انتقم لنفسه قط!
وأنت أيها المخلوق الضعيف , كما يخطئ المخلوقون في حقك –وأنت مثلهم- فإنهم يخطئون في حق خالقهم وبارئهم , مالك الملك , ذا الجبروت والملكوت والعظمة , يخطئون –وتخطئ أنت أيضاً- في حقه رغم جزيل أنعمه وواسع فضله عليهم , فيقابلونه بالعصيان والإساءة والتقصير , ويعفو عنهم رغم قدرته على معاجلتهم بالعقوبة والانتقام والبطش والنّكال.
فحريٌّ عليك أيها الإنسان , مهما بلغت قدرتك وسطوتك , أن تعفو عمن أساء إليك وتسامحه وتغفر له .. قدر استطاعتك .. واعلم أن قدرتك على ذلك تتناسب طردياً مع رِفعة منزلتك وسُمُوِّ نفسِك ., وتيقن أن عفوك لا يزيدك إلا عزاً وعظمة ورِفعة , كما قال الصادق الأمين صلوات ربي وسلامه عليه : " وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّا" .

ومضة ~
عفوٌ يحبُّ العفو..

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

تدوين المهام .

بدأتُ باتباع هذه الإستراتيجية في فترة مزدحمة من حياتي , ورفعت كثيراً من انتاجيتي, ودفعتني للأمام بشكلٍ ملحوظ , فأدمنتُها , وسأتبعها ما امتدت بي الحياة إن شاء الله . بدونها أعجز عن استغلال وقتي الاستغلال الأمثل وأداء مهامي اليومية بالكفاءة المطلوبة , كما أني بدونها لا أنام مرتاحة البال والفكر , مطمئنة أني قد أنجزت شيئاً في هذا اليوم - الذي سأسئل عن كل لحظةٍ به - .

بعيداً عن الدراسات التي تثبت فاعلية هذه الاستراتيجية ودورها العظيم في تنظيم الوقت وإدارته واستغلاله , سأحكي لكم تجربتي -أنا- معها , كيف أفادتني وما الأثر الإيجابي الذي أحدثته في يومي ووقتي وحياتي..

- صفاء الذهن والتركيز : عندما تدوّن المهام التي تود القيام بها , فإنك تُصفّي ذهنك للعمل الذي بين يديك وينصب كل تركيزك عليه وحده , بدلاً من أن تتجول في ذاكرتك -قلِقاً- للبحث عن عمل أهم وأكثر استعجالاً من العمل الذي بين يديك الآن .

- ترتيب الأولويات : وإعطاء كل ذي حقٍ حقه , فالتدوين يمنعك من الإنغماس في عملٍ مهم ليضيق بك الوقت ويأزف في العمل الأهم , ويساعدك على الإمتناع عن الإستغراق في أمرٍ على حساب الأمور الأخرى .

- الرضا : عندما تنظر في نهاية اليوم إلى المهام التي أنجزتها فيه , وتتأكد بذلك أنه لم يضع سدىً , تُشحن لديك طاقة إيجابية كبيرة تُضخِّم إنتاجيتك في الأيام القادمة , فما أعظم أن تشعر أنك ممتلكٌ لزمام أمورك وأنك قد استفدت من قطعةٍ من عمرك , هذا بلاشك يعطيك دفعة معنوية كبيرة وثقةً بالنفس عظيمة .
على عكس ما إذا راودك سؤال : " بمَ استفدتُ من يومي ؟ " فلم تجد في ذاكرتك إجابة مُرضية عن هذا السؤال - وقد تكون قد أنجزت الكثير في يومك, لكن -كما نعلم- آفة الإنسان النسيان - .

- متعةٌ عظيمة.. وشعورٌ رائع.. عندما تستخدم قلمك , أو تحرك اصبعك ( إذا كان تدوينُك لمهامك الكترونياً ) لتعلن لنفسك أن "جزءاً" من أعمال اليوم قد انتهى وأُنجز..
على العكس, فإنك إذا لم تدوّن أعمالك فلن تشعر أن الهمَّ الذي يثقل كاهلك قد تناقص.

هذه أبرز الآثار التي شعُرت بها والثمار التي جنيتُها من تدويني لمهام يومي :)

بقي أن أقول , ختاماً .. أن لكل شخص طريقته الخاصة في تنظيم المهام وتدوينها , التي تناسبه وتريحه وتفيدُه أقصى استفادة . لذلك فلن أوجّه هنا لطريقة معينة تُتّبع في ذلك .
فمثلاً, بعض الأشخاص يفيدهم / يريحهم تدوين وقت للابتداء في العمل والوقت المُتوقع للانتهاء منه.. وبعضهم لا.. بعض الاشخاص يفضلون تدوين المهام الالكتروني وبعضهم يفضل التدوين في مُفكرة .. لكل شخصٍ طريقته التي تناسبه, وتتناسب معه في هذا الصدد. 
وأنت أكثر الناس قدرة على تحديد أكثر طرق "تدوين المهام " فاعليةً معك ومع يومك .

ولكن هناك بعض التنويهات التي يجب أن تنتبه لها : 

- يجب أن تتجنب المثالية الزائدة في تدوينك لمهامك, لا تُفرط في التنظيم .
- إذا أزف بك الوقت ولم تستطع إتمام بعض المهام التي دوَّنتها, فليس هناك ما يدعو للإحباط والشعور بالانهزامية في ذلك, ويفيدك التدوين بتذكيرك بإنجاز ما قصّرت به اليومَ غداً .
- لا تُجدول كل دقيقةٍ في وقتك , اترك وقتاً للطوارئ .. وأوقاتٍ للراحة .


خالص تمنياتي لكم بأيامٍ مُنظمة .. ووقتٍ مُبارك .. وحياةٍ بالانجازات مليئة . 


الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

راحة البال


راحةً البال من أهم أنواع الراحة التي يسعى الإنسان لتحقيقها, شعُر بذلك أم لم يشعر, فراحة بال الإنسان تنعكس على راحة جسده وروحِه وعقله وكُلّه , وراحة البال وصفاء الذهن من العوامل المهمة التي تتنحّى بالإنسان عن طُرُق الكسل والإحباط والكآبة إلى طُرُقٍ رَحْبة من الاستمتاع بحياته والاستقرار بنفسيته , كما أنها تدفع الإنسان للعمل والإنتاج بعد أن يتخلص من كثيرٍ من الهموم التي تُثقل كاهله وتُضعف إنتاجيته .

وأعتقد اعتقاداً جازماً أن السبب الأساسي الذي ينتزع راحة البال انتزاعاً , ويجعل الإنسان مُتعب البال , متخبّط الفكر , حائر النفس : إرهاق النفس بالتفكير في المستقبل والخوف مما قد يحمله من أحداثٍ مؤلمة, فيُتعس المرء يومه , وغده , وبعد غدِه , لخوفه من أحداثٍ (قد) تحصُل وقد لا تحصُل , ولو تفكّر الإنسان لوجد أن يومه هذا , كانت أحداثه المجهولة بالأمس موضع خوفٍ وقلق, وقد مرّ بسلامٍ بدون أي من تلك "الأوهام" والمخاوف , وهكذا كُلّ الأيام , أو معظمها .

ولكم أشفق على من يستنزفون سعادتهم ويقضون أعمارهم في الخوف من الغد , فإذا انقضى الغدُ وصار ماضياً , خافوا من غدِه .. حتى تنقضي أعمارهم البائسة بلا سعادةٍ شعروا بها , وبلا استقرارٍ أحسّوا به , وبلا عملٍ أنجزوه!
ولو تأمل أولئك في النصوص القرآنية -أو النبويّة- وتدبروا .. لوجدوا ما يشرح صدورهم , ويريح عقولهم , ويستقرّ بنفوسهم .

وما أروع وصية الرسول صلى الله عليه وسلم, لابن عباس رضي الله عنهما ؛ قال صلى الله عليه وسلم : " يا غلام, إني أعلمك كلمات, احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تُجاهك, إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم, أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك, رُفعت الأقلام وجفت الصحف"

هذا الحديث يستحقّ حقاً أن يُكتب بحروفٍ من ذهب! .. ووالله لو فعل المرء منا بالنصائح التي في أوّله , ثمّ سلّم بالحقيقة التي في آخره , فلن يشقى أبداً! وسينعمُ بحياته , وأُخراه , وينجحَ ويُخلّد ذكراه , ويسمو بروحه ونفسه ودُنياه .

المسلم الحق.. يعيش حياته وفق مبدأ واحدٍ –متعلق بالمستقبل- , إن حاد عنه راجع نفسه فعاد , وإذا لم يعِش وفقه شقي وتعِس دُنياً وأُخرى .
وهو مُتمثلٌ في قوله تعالى :
"قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" [التوبة:51].

اعمل لمستقبلك.. وخطط له.. واسعَ جاهداً لجعله أفضل من حاضرِك.. لكن حِذار أن تستغرق في ذلك وتتعمّق فيه لدرجةٍ تجعلك تُملأ حاضرك تعاسةً وبؤساُ .
اعتصم بحبل الله.. كن معه.. واطلب منه العون والسداد والتوفيق.. احفظه يحفظك وتجده تُجاهك دائماً.. ووالله لا يشقى أبداً –حاضراً ومستقبلاً- من مالكُ كلّ شيء ومقدّر كل الأمور عونه ووليُّه وحسبُه .


الجمعة، 28 سبتمبر 2012

بداخلي...


بداخلي..
أمَلٌ يُصارعُ ألماً..
عقلٌ يصارع قلباً..
قوّةٌ تصارع ضَعفاً..
تفاؤلٌ يصارعُ شؤماً..
أحلامٌ تصارع واقعاً..
وطموحاتٌ تصارعُ منطقاً..

بداخلي...
طِفلٌ ..  يحتاجُ .. حناناً
وأنثىً.. تحتاجُ .. اهتماماً
ونفسٌ.. تحتاجُ .. احتواءً

بداخلي..
نقصٌ.. يريدٌ جَبراً
وبوحٌ.. يريدُ سمعاً

بداخلي...
خيرٌ يصارع شراً
اطمئنانٌ يصارعُ قلقاً
وقدرةٌ تصارعُ عجزاً

بداخلي...
طموحاتٌ رسمتها
وذكرياتٌ خلدتُها
ومشاعرٌ.. لا يدَ لي بها!

بداخلي.. أضدادٌ .. ومتناقضاتْ..
بداخلي.. صراعاتٌ .. ونزاعات ..
بداخلي.. قصصٌ .. وحكايات .

الفتنُ الأربع..




معروفٌ أن حفظ أول وآخر عشرَ آياتٍ من سورة الكهف يعصم من شرّ فتنةٍ تُنتظر, وهي فتنة المسيحِ الدجال , وأن قراءة هذه السورة يوم الجمعة سبب لحصول النور والبركة كما ذكرت الأحاديث الصحيحة .
لكن يا تُرى.. لماذا تعصم قراءة هذه السورة دون غيرها من فتنة الدجال؟ ولمَ خصها النبي صلى الله عليه وسلم بالوصاية على قراءتها كلّ جُمُعة ؟

ذكرت هذه السورة قصصاً أربع , تُمثل كلٌّ منها فتنة من الفتن الأربع المحورية  التي يتعرض لها البشر ( فتنة الدين – فتنة المال – فتنة العلم – فتنة السلطة ) وذكر الله تبارك وتعالى في نهاية كل قصة طريقة الاحتراز من الفتنة التي تمثلها والعصمة منها , ولأن المسيح الدجال يأتي بهذه الفتن الأربع ليفتن الناس بها ؛ كانت قراءة هذه السورة وتدبُّر معانيها عصمةً من شرّ فتنته .

1- قصة أصحاب الكهف : تُمثّل هذه القصة فتنة الدين , فأصحاب الكهف هم فتيةٌ آمنو بوحدانية الله واهتدوا لطريق الحق, فاعتزلوا قومهم الكفار المشركين , وهربوا بدينهم إلى كهفٍ موحِش , وذُكرت قصتهم في السورة من الآية 9-28 , وفي نهاية القصة ذكر الله طريقة الاحتراز من فتنة الدين والعصمة منها فقال تعالى : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ " فيكون الاحتراز من فتنة الدين  بمجالسة الصالحين وصُحبتهم والبعد عن أهل التفريط والغواية . وقوله تعالى : "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ " يبين وجوب الصدع بالحق وتبليغه فإن لم يجدي هذا فاعتزال الباطل وأهله , قال صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " .

2- قصة صاحب الجنتين : وهي تحكي عن رجل أوتي مالاً وولداً فكفر بأنعُم ربه وأنكر البعث وجحده , فأهلك الله ماله وحرثه . وتبين هذه القصة فتنة "المال التي ذكر الله طريقة الاحتراز منها بقوله تعالى في ختام القصة : "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا , الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا" فيكون الاحتراز من هذه الفتنة بالوقوف على حقيقة الدنيا سريعةِ الزوال والحياة سريعةِ الانقضاء وتذكر الآخرة , والتيقُّن أن كل الأموال والأملاك مآلها إلى الزوال والفناء, قال صلى الله عليه وسلم : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " فهذه نصيحة رائعة من الرسول صلى الله عليه وسلم تحثنا على الاستعداد لدار الخلود والمُقامة وعدم الاستغراق في التمتع بمتع الدنيا الزائلة .

3- قصة موسى عليه السلام والخضر : رُوي أن موسى قام خطيباً في بني إسرائيل فسُئل أي الناس أعلم , فقال : أنا . فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه , وأوحى إليه أن له عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منه . فذهب موسى عليه السلام للقائه والتعلم منه , وذكر القصة بالتفصيل يأتي في الآيات 60-82 , وطرق الاحتراز من فتنة العلم التي تمثلها هذه القصة, ذُكرت في قوله تعالى في نهاية القصة على لسان الخضر : وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا" فيكون الاحتراز من هذه الفتنة بـ : 1- اليقين الذي لا يراوده شكٌ أن كل ما معه من علمٍ هو من محض فضل الله عليه , وأن الله أعلم العالِمين [ عَلّمَ الإنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَم ] العلق 5  . 2- بالصبر على التعلم والاستزادة من العلم وألا يقف عند حدٍّ أو قدرٍ معيّنٍ منه .

4- قصة ذي القرنين : تتحدث قصته عن فتنة السلطة , حيث كان ملكاً صالحاً قوياً حكيماً بلغ مشارق الأرض ومغاربها , وفي رحلة من رحلاته استغاثه قومٌ وطلبوا منه بناء سدٍ يحجز يأجوج ومأجوج عنهم –ويأجوج ومأجوج هما قبيلتان من بني آدم كانوا من أكلة لحوم البشر- فأقام بينهم السد , وهذا السد مازال قائماً حتى الآن وهدمه وخروج يأجوج ويأجوج من علامات الساعة الكبرى . وذكر الله تعالى طريق العصمة فتنة السلطة فقال عز وجل : "قالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا" فالعصمة من هذه الفتنة تكون بمعرفة الإنسان لقدره واستشعاره لفضل الله عليه بأن هو من آتاه القوة والملك, وأن الله تبارك وتعالى يستطيع إزالة كل هذا بلمح البصر أو أسرع , كما يجب عليه أن يعلم جيداً ويوقن أن مآل سلطته هذه إلى الزوال والفناء –كباقي أملاكه الدُّنيوية- , فليستغلها استغلالاً ينفعه يوم المعاد .

- الشيطان هو السبب الأساسيُّ والمحوري وراء الفتن السابقة جميعها ؛ وهو من يُزيّنها للعباد ليؤدي وظيفته في اغوائهم , وقد ذُكرت قصته واستكباره عن السجود لآدم عليه السلام في وسط الصورة تماماً (في الصفحة السادسة من السورة والسورة احدى عشرة صفحة) . قال تعالى : " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا " .


وختاماً أقول ما كان يُفترض أن أستهلّ به حديثي....
" الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا"
وأتمنى لكم قراءة ممتعةً للسورة :) 



الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

عُلا الأوطان يكفيني


 

وَطَني يا أغلى الأوطانِ..

بَعُدتُ عنكَ الشوقُ دعاني..

عُدتُ إليك أحمِلُ أحلامي..

أحملُ علماً .. يُثمِرُ عَمَلاً .. يعلو .. يسمو .. بِالبُنيانِ

بُكوراً أصحو.. أنهلُ العِلم.. وبالمَسا..

أحملُ فاسي ونبراسي لأخدِمكَ..

وفي الليل.. عَيني تَغفَلُ وبالي بكَ مشغولُ..

سألوني.. لمَ أهيمُ بك عشقاً ؟

أجبتُهم : إني على حُبِّهِ قَد فُطِرتُ .

سألوني.. بأي مُقابلٍ أتَفانى لأجلِكَ ؟

أجبتُهم...
عُلا الأوطانِ حسبي.. وعُلا الأوطانِ يَكفيني .

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

كيف تحب الرسول؟

حُبُّ الرسول...
هذا اللفظ " الروتيني" الذي نسمعه –ونقوله- كثيراً , ولا نفقه من معانيه سوى القليل!
لديّ قناعة تامة أن الطريقة الوحيدةَ والطريق الأوحد لحب الرسول صلى الله عليه وسلم .. هو معرفتُه حقّ المعرفة , وأجزمُ أنه لن يحب الرسولَ صلى الله عليه وسلم حبّاً صادقاً سوى من يقرأ سيرته وينهلَ من هديه , وهذا هو الحبُّ الموجب للرشاد والاستقامة , والمورث لصحبته في جنان الخلد والكرامة! .. هذا هو الحب المطلوب .
أما المحبّة العمياء للرسول , التي لا دوافع لها ولا موجِبات .. فهي محبةٌ سطحية –إن صح القول أنها "محبة" أصلاً- لا تنفع صاحبها , ولا تسمن ولا تغني من جوع .
وأكاد أجزم أن كثيراً من مُدعّي حب الرسول , إذا طُلِبَ منهم أن يذكروا ما يعرفوه عن محبوبهم صلى الله عليه وسلم.. ستتعثّرُ ألسنتهم تعثُراً , ولن يقدروا على ذكر جملتين مفيدتين!!
فأيُّ حبيبٍ هذا الذي يجهَلُ محبوبه؟! .. هذا –بالتأكيد- ليس الحُبّ المراد منا والمطلوب, والمكمِل لإيماننا, والموجب لصحبة المحبوب .
لن ترقى هذه الأمّة وترتقي , إلا على أيدي محبين ( صادقين ) للرسول صلى الله عليه وسلم.. ومعرفته –وحدها- هي ما تستوجب صدق محبته , هذا هو الحبّ الصادقُ المبصر.. الذي يرقى بأخلاق الإنسان ومعاملاته , وتصرّفاته , وكلَّ حياته !

عذراً رسول الله فإننا..
قد أشغلتنا الحياةُ عن نور هديِكاً..

عذراً إمام المُرسلينَ فإننا..
قد ألهتنا العلومُ عن ضيِّ علمِكاً..

وعداً نبيّ الهدى وعهداً مننا..
سنسلُكُ طريق هداكَ ما استطعنا ذلكَ .

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

ابدأ الآن!

ثِق بنفسكَ .. وانطلق!
للأعذارِ .. لا تختلق ..
إذا انتظرت الفرص كي تسنح ..
لن تنجز .. أو تتقدمَ .. أو تنجح !
اِبدأِ الآنَ .. لا تُسوِّف ..
فـ تنقضي حياتُكَ بلا عملٍ يُشرّف!
لا تقل غداً أعمل .. غداً أنجز .. غداً أبدأ ..
فاليومَ هو غدُ الأمسِ الذي أقسمت أن فيه تبدأ!
انتبه .. العُمُر يمضي ..انتبه .. أجلُكَ يقترب ..
والتاريخ أبداً لا يذكر .. سوى من جدّ وكدّ وتَعِب !
وإذا سَعَيت لهدفكَ .. هدفُكَ لك سينجذب .

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

أمجادٌ .. وحسَرات !

أنظرُ إلى الأمسِ .. فتُبهرُني الأمجاد...
وأفيقُ من جمال الذّكرياتِ , فتُمزقني الحَسَرَات ..

هل تذكرونَ حينما كُنّا الأسيادَ ؟!
حينما أذعن العالم لنا .. وملأناه عدلاً وسلاماً ورَحَمات ..

لقد ضللنا الطريق..وتُهنا.. ونحتاجُ للإرشادِ ..
نحتاجُ أُناساً صادقين.. في حبهم.. لأمّتهم..
نحتاج من يحمل للأمة الإسعافات ..

كثيرون في عددنا , قليلون في عُدّتنا .. ومفتقرون للرشاد ..
نتّبع الرويبضةَ .. ونهمّش الشّرَفاء .. وننتظر الإنتصارات !!

نرى الغربَ .. فننبهرُ انبهاراً ..
وننظرُ إلى حالنا المضمحلّ إضمحلالاً ..
فتدمع العينُ .. ويتفطّرُ القلب ويمتلئ حسرةً وأحزاناً ..

أينَ حضارةُ الإسلامِ..أين؟!.
أين الحضارة التي أضاءت سطور التاريخ ومَحَتِ الظُلُم ؟!.
أين الحضارةُ التي أقامتِ العدلَ وغرَستِ الأخلاق والقِيَم ؟!.
وتُخُيّلَ أنها ستسودُ العالمَ .. على مرّ الزّمن ..

لكنّ غيّر الله الحال .. وبدّله ..
عندما هجرنا الأخلاق.. والقيَم..
عندها.. تراجعنا.. وسادتنا الأمم..
وهذهِ سُنّة الله في الكونِ .. لا تبديلٌ لها ولا تحويل !

أليس وقتُ الصحوةِ قد حان ؟!..
أم مازلنا ننتظر الصُّدَفَ وهدايا الزمان ؟!.

يا أمتي.. قد وهبتُكِ..ولائي وانتماءي .. وقلبي ولُبّي..
وعلمي.. وعمَلي ..
وهبتُكِ.. حياتي .. ونفسي ..
وأخلصتُ لكِ عمُرِي قاطباً..  يا خير أُمّةٍ .. أخرجت للناس .



الاثنين، 20 أغسطس 2012

أنت من بيده القرار !


يُخادعك تفكيرُك .. وتكذِبُ عليك مُبرراتُك !!

نعم.. أنت لست ضحية الأزمنة .. أنت ضحيةُ نفسِك!

أنتَ لستَ ريشةً تحرّكها الأقدارْ .. قدرُكَ نتيجةُ فعلِك ...

شئت أم أبيت .. هذه الحقيقة .. وإن كانت قاسية ..

وقسوة الحقيقة .. خيرٌ من لذة الأوهامِ !

أنتَ من بيده مفاتِحُ هلاكك .. ونجاتك .. في هذه الحياة ..

أنت من بيده القرار.. قرار الفشل أو النجاح ..

قرارُ تخليدِ الذكر ..أو تبتيرُه ..

مهما لُمت الظروف.. ولعنتَ الأزمنة ..

فستبقى أنت المُلام .. !

ستفشل إذا سلكت طريق الفشل...

وستنجح إذا اتخذت سُبُلَ النجاح طريقاً...

أنتَ .. من يختار الطريق.. ويسلُكه.. ويصل في النهاية !

أنت , لكَ نصيبٌ في صناعة قدَرِك .. !

الأحد، 19 أغسطس 2012

وداعاً !


لا تعتذِر.. ولا تُسمعني تبريراتِكَ الخرقاء ..

كنتُ كريمةُ في منحِكَ الفُرَص ..

وكُنتَ لئيماً في استغلالها ..

كم أخطئتَ في حقي .. أخطاءً لم يتجرأ عليها .. سِواك...

وقد منحتُكَ .. حُبّاً .. لم أمنحه لأحدٍ سواك !!

بحثتُ عن تبريرٍ مقنع .. لأفعالك.. يشفي غليلي .. فلم أجد ..

بحثتُ عن أسبابٍ كافية .. لاستمرارِ علاقتنا .. فلم أجد..

أنا لستُ هنا لتصفية الحسابات.. بل  لقطعِ الأواصِر !

عذراً على المقدمات...

ما أردتُ قوله هو: وداعاً !


الجمعة، 17 أغسطس 2012

أريد لكِ التزكية !

تُحبّين الركون والراحة ولا أرضى لكِ سوى المعاليَ ..

تريدين ما يوافق هواكِ وتنقادين وراءه ناسية ..

ناسيةً أنكِ خُلِقتِ لهدفٍ ولم تُخلَقي فقط للرفاهية ..

تَحيدين بي عن طريق الحق والفطرة السليمة , وتتمنين الأمانيَ ..

أيا نفسي , بفعل ما تَهوين سأهلَك ..وأهوى للهاوية ..

فقد أثبتت الأزمانُ أنكِ بالسوءِ أمّارةٌ وله هاوية ..

وتزكيتُكِ , ومُجاهدتُكِ لا يقدر على ذلك سوى ذوي الهممِ العالية ..


تُزيّنين ليَ المُتَعَ الزائلة وأدعوكِ لسعادةٍ أبديّةً دائمة ..

أنتِ والشيطان .. تحيدانِ بي عن نورِ الفطرةِ إلى الظُلُماتِ بخُبثٍ وخطةٍ محكمة ..

إنني أقسو عليكِ .. رغبةً في قيادتكِ لحياةٍ سويّةٍ طيّبة !

أعلمُ أنكِ لستِ عن كلامي راضية ..واعلمي أني لستُ لكِ بمذعنة !

سأُعلن الحرب عليكِ ... حتى تنالين التزكية ..

لن أفعل سوى الصواب , وسأقول الحق وإن خالفتُ ما ترغبين ليَ ..


وسأبقى في حربٍ معكِ مادامت روحي في جسدي باقية ..

سأرقى سُلّم تزكيَتكِ , وبيديّ سأرسُمُ مساريَ ..

وتاللهِ .. لن أترككِ تتحكمين بي وبمصيريَ !

السبت، 11 أغسطس 2012

التقوقع !


كثيرُ الكلام , قليلُ الإستماع , ضيّقُ الأفق .. ما إن يرى محاوره قد بدأ في طرح وجهة نظر مخالفة لقناعاته , حتى يقاطعه ويُسكته , مهما كانت وجهات نظر ذلك الشخص منطقية ومدعّمة بالحجج والبراهين .
وإذا لم يكن محظوظاً ولم ينجح في اسكاته .. فإنه يتلقى وجهة النظر المختلفة تلقي المستمع الذي لا يَعقل , يأبى أن تتعدى وجهات نظر الآخرين -مهما كانت منطقية- صيوان أذنه .. أي أنه لا يفكر فيها قبل أن يحدد موقفه من حيث قبولها أو رفضها , بل يرفضها مباشرة , بلا تفكير !

الإختلاف , سنةٌ كونية وإرادةٌ الهية وطبيعةٌ إنسانية فُطر عليها البشر , قال تعالى : "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين "
ونحن قد نتعامل مع هذه الطبيعة الفطرية بطُرُقٍ بناءة , أو هدامة .
فللإختلاف الهدّام صوَرٌ كثيرة ؛ منها تولُّد العداوات من بعض النقاشات , أو خُلُو النقاش من الإحترام المتبادل .
 ومن صور الإختلاف الهدامة أيضاً , هي ثقافة عدم قبول الإختلاف أصلاً ...عدم التفكير في وجهات نظر الآخرين المختلفة بل رفضها مباشرةً , والتقوقُع عند القناعات التي كوّنها الشخص ورفض مادونها مهما كان منطقيّاً وصائباً .
ومن ناحيةٍ أخرى , الإختلاف قد يبني الكثير ؛ إذا ما تم تقبّله بإيجابية , ولم يُكابر أيّ الأطراف عن الإقتناع بوجهة النظر الأخرى مادامت مُدعّمة بالبراهين والأدلة .. وموافقة للعقل والمنطق , وأقرب إلى الصواب من قناعاته .

ومن أسباب ضيق الأفق, وعدم قبول الإختلاف , بناء وجهات النظر على الأهواء الشخصية لا على المنطق والعقل والبراهين , فصاحب وجهة النظر القاصرة السطحية -المُسنَدة إلى هواه - دائما ما يكون متمسّكاً بها , ويأبى أن يستمع إلى غيرها أشد الإباء , وأن يوصل ما يخالفها الى عقله ؛ فاقتناعه بالفكرة الجديدة قد يتضارب مع مصالحه الشخصية وهواه ويُحيي في نفسه شيئاً من الصراع الداخلي . وكما قيل : آفة الرأي الهوى .
والإنسان المتفتح الواعي , يتجرد من هواه ومصالحه للوصول إلى القناعات الصحيحة , الأقرب إلى الصواب , ولا يستبعد أن يجد ذلك في وجهة نظر مخالفة له .

ومما لا شك فيه , أن الأشخاص "المتقوقعين " يواجهون مشكلة عويصة في تقبّل النقد - البناء والهدام على حد سواء - , فهم يرون دائماً أنهم على صواب . وهم لا يقبلون وجهات النظر عامة , فكيف يتقبلون وجهات النظر الموجهة إليهم بصفة شخصية ؟!.. وهؤلاء , لا أمل في رُقيّهم وتطويرهم لذواتهم ما داموا لا يتحلّون برحابة الصدر الكافية لتقبل النقد والتفكير فيه بجدية , وسيظلون -ما امتدت بهم الحياة- مُحاصرين في قواقعهم -باختيارهم وبإرادتهم الحرة- .. فتقبّل نقد الآخرين من أهم ما يساعد الإنسان على تطوير شخصيته والإرتقاء بها وجبره لبعض نقصها وخللها .

استمع لوجهات النظر المختلفة , وحللها , وقس مدى واقعيّتها , وزِنها بموازين المنطق , واسأل نفسك : هل تفوق قناعاتك في واقعيتها واقترابها من الصواب؟... ثم اقبلها , أو ارفضها .
حينئذٍ , تكون قد صُنّفت من ذوي الفِكر المستنير والأفق الواسع وتكون قد تحررت من قيود تعصبك لوجهات نظرك  .. فهنيئاً لك !
واعلم ...
أن استعلائك عن نقد -أفكارك أو شخصيتك- ورفضك إياه مباشرة بمجرد سماعه , دون تفكيرٍ متروٍ عادل , واعادة نظر... ما هوَ إلا عقبة في طريق تطوير فكرِكَ وشخصيتك .. وستبقى متوقفاً مكانك ما دُمت تنتهج هذا المنهج !

فاعقد العزم على أن تكون رحْب الصدر , واسع الأفُق , قابلاً لتصحيح قناعاتك .





الاثنين، 16 يوليو 2012

سنةٌ انقضت ..



سنةٌ انقضَت..بأفراحها وأتراحها ..

ربيعٌ ولّى..بأزهاره وأشواكِه ..
عملٌ سُجّل.. بحَسَنِه وقبيحه ..بخيره وشرّه.. بما يُحزنني وما يسعدني أن أراه..
عـام مضــــــــــى... مضت دقائقه وثوانيه..
مضت لحظات فرحي وحزني وجَزَعي وأملي فيه...
مضت ..ولم أعُد أذكر إلا شُتاتاً من ذكريات ..

ولا أعلم .. حقاً إني لا أعلم...
أغلبت مساوئي حسناتي أم أُقحِمَت في بحرٍ من حسنات .. ؟!
لا أعلم...
كم أصبتُ وكم أخطأت..
كم أحسنتُ وكم أسأت..
كم صدقتُ وكم كذبت..
كم سمعتُ وكم أعرضت..
لكنّي أعلم عِلمَ اليقين ..
أن كل ذلك سُجّل بدقة ..سُجّل بحزم..سُجّل وسـأراه !
سـأراه...وأتمنّى أن تُسعِدَني رؤياه .


طوال الوقت ..كان يراني..
وكان الملكان عن يميني وعن شِمالي ..  يُسجّلان ..
كل صغيرة وكل كبيرة.. كل معصية وكل حسنة ... 
كل زلّة لسان وكل ذكرٍ رُطّب به لساني ..
لكني لم أستشعر ذلك إلا قليلاً.. ولم أأخذ هذا بعين الإعتبار إلا نـادراً...


غفلتُ وأخطأتُ وأسأتُ ...
أطعتُ وأحسنتُ وذكرت ...
لكني لا أدري.. أيُّ كفّةٍ غَلَبَت ..أيُّهُما رجَحَت على الأخرى , وأيُّهُما ارتفعت من خفتها ..


كم سوّفتُ وكم ماطلت ..
كم استعجلتُ وكم تذمّرت ..
كم تكبّرتُ وكم خاصمت ..
كم أضعتُ أيامي وشهوري في أتفه الأشيـاء..
وكم زهُدتُ في استغلالها في ما يمنحُ عقلي وفِكريَ الإرتقاء..
كم أرهقتُ نفسي بحزنٍ وأسىً وعِداء..
وكم لوثتُ قلبي بحقدٍ أو معصيةٍ أو رياء..!!


لكنّي سأطوي تلك الصفحة ..وسأفتح أخرى .. ناصعة البياض..
مع ربّي..مع نفسي..مع مُجتمَعي..مع الحـياة ,
سأتغيّر...وأُغيّر..
سأتفائل..
وأُمعنُ النظر لجانب الحياة المشرق ...
سأحيا ..
وأُحيي.. فِكري بالعلمِ وقلبي بالذّكر..
سأحلُم وأًسعى وأكابِد..
لن أترُك المصاعبَ تتكالبُ عليّ..أو أسمح للمُلهيات أن تشغِلَني
سأضع أهدافي ..ومبادئي..وقِيَمي نَصب عَينَيّ ,
وسأحيا لها , وبها ..
وأنا على يقين...
أنّي سأُصبحُ يوماً ما أُريد !





"المقالة بمناسبة يوم ميلادي 18/7/1998 "