الأحد، 21 يوليو 2013

القصة انتهت

كنت صفحة واطّوِت..
كنت رسمة واتمحِت..
كنت رحلة وانتهِت..
شكل الي قلته كان كَاسِت..
بتقوله لكل بنت..
القصة خلاص انتهت..
وأحداثها, يومين وهتكون اتنسِت !




السبت، 20 يوليو 2013

التناقض والنفاق



أقسى حكم ممكن نحكمه على شخصية إنسان, إننا نحكم عليه بالنفاق, أو التناقض, في الحقيقة الإتنين شبه بعض, لكن في إختلاف بسيط بينهم.
أول حاجة, بالنسبة للنفاق, النفاق هوَ مخالفة الظاهر للباطن, يعني أنا أكون جوّايا بكره حد أو حاجة وبتعامل كإني بحبها, مثلاً..
السؤال هنا: إحنا مش شايفين إلا تصرفات الناس الظاهرة, نقدر نشوف بواطنهم ؟ منقدرش!
فبالتالي, حكمنا عليهم بالنفاق غالباً بيكون حكم ظالم لأنه مش مبني على أساس صح, إيه الي خلانا متأكدين كده إنه منافق مع إننا منعرفش إلي في قلبه؟ .. حُكم متسرّع ومش منطقي وظالم !
بالنسبة للتناقض.. التناقض مش يعني إن الإنسان يحمل صفات متضادة, بل بالعكس, من الحكمة إن الإنسان يكون ليّن وسهل في مواقف وحازم وصارم في مواقف تانية مثلاً..
قال تعالى : " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم "
غفور, ورحيم, وفي نفس الوقت عذابه أليم.. ده مش تناقض, تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً, لكنها حكمة..
إحنا مش عارفين ظروف الناس وأسباب تصرّفاتهم الكاملة, فليه نحكم عليهم بالتناقض؟..
مش شرط عشان سامحت في مرّة وفي مرة تانية اتمسّكت بحقي أبقى متناقضة..
مش شرط عشان عاقلة بس ساعات بتكلم في حاجات مش مهمّة أكون متناقضة..
يا ريت كلّ واحد فينا يخليه في نفسه ويحاول مايكونش متناقض أو منافق قبل ما يقعد يحكم ع الناس, ياريت.

عن التدين..


مين المتديِّن فيهم.. الي مربّي دقنه وغليظ وأخلاقه وحشة, ولا إلي "مسكسِكها" بس أخلاقه كويسة وبشوش؟
البنت المحجبة بس مبتصليش, ولا الي محافظة ع الصلاة بس بشعرها؟
إلي حافظ القرآن بس مبيعملش بيه؟ ولا الي أخلاقه قُرآنيّة مع إنه حافظ جزئين بس؟
الي بيتكلم عن ربّنا هوّ المتدين؟ ولا الي بيقرّب الناس بجد لربنا.. حتى لو بتصرفاته مش بكلامه؟
التديّن زي أي مصطلح (أو وصف) تاني.. بيختلف ترميزه (أو تعريفه) من شخص لآخر..
مثلاً, لما أوصف إنسان بالذكاء ممكن يكون قصدي قدرته على حل مسائل رياضية..
لكن ممكن حد تاني يوصفه بالذكاء ويقصد بده قدرته على إدارة المواقف مثلاً..
فمفهوم التدين بيختلف تعريفه من شخص لآخر حسب خلفيّته الثقافية والمعرفية, زي أي مفهوم تاني..
الي المفروض نكون متفقين عليه .. إن التدين عمره ما كان بالمظاهر, وإن المظاهر مجرّد كماليّات مُكلّلة لأهم حاجة : الأخلاق الكويسة والمعاملة الحسنة, وهوّ ده إلي بيصنع التدين الصح, وهمّا دول المتدينين الحقيقيين.
أنا مش بقلل من شأن الظاهر لأن الظاهر حقيقةً "المفروض" يكون إنعكاس للباطن.. لكن الي عايزة أقوله, إن المظاهر مش كل حاجة, ولا أهم حاجة, ومن غير صلاح الباطن فهيَّ في الحقيقة, ولا حاجة.

الخميس، 18 يوليو 2013

ولنا في آدمَ عبرة


قصّة آدم عليه السلام وحوّاء اتذكرت في القرآن كتير.. وكلنا عارفينها, لمّا ربنا دخّله الجنة وأباح ليهم الإستمتاع بكل حاجة فيها, كل حاجة, مش نهاهم ومش حرّم عليهم إلا شجرة التفاح..
" وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ "
فكّرت, يا ترى القرآن ليه كرر القصة دي كتير كده؟ .. أكيد في مغزى عميق.
قصّة آدم والجنة عبارة عن ملخّص لقصة الدنيا الي بنعيشها !
ربنا خلقنا, ونفخ فينا من روحه, وكرّمنا, وأنعم علينا بنعم كتيرة, وأحَل لينا الطيّبات, وحرّم علينا الخبائث.
- ولو هنتكلم عن الأحكام, فالأصل في الطعام والشراب واللباس الإباحة إلا ما ترتب عليه مفسدة أو جاء دليل ينص على تحريمه - يعني المباحات قطعاً أكتر من المحرّمات بكتير.
دنيتنا فيها شبه كبير من الجنّة إلي سكنها آدم.. مليئة بالطيبات والمباحات, وفيها برضو محرّمات..
وكل حاجة ربنا حرّمها علينا لحكمة, أحياناً بتظهر لينا, وأحياناً بتعجز عقولنا عن الوصول ليها وبينفرد بعلمها سبحانه.
لكن أكيد أكبر حكمة من التحريم إنه يكون إختبار وامتحان لينا.. زي ما اختبر آدم عليه السلام بشجرة التفاح, فنسيَ ولم يجد له عزماً.
وإحنا عايشين في الدنيا دي وعارفين إن الشيطان عدوّنا, زي ما آدم عليه السلام كان عارف! ..
قال تعالى : " فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى. "
ورغم كده بنطيعه كتير, زي ما آدم عليه السلام ضعف قدامه وأطاعه.
قال تعالى : " فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ"
ولما آدم عليه السلام عصى ربنا عرف غلطه واستغفر, فتاب ربّنا عليه, وده المطلوب مننا لما نغلط أو نعمل حاجة حرام, ورد فعل ربنا معانا لما نتوب هيكون نفس رد فعله مع آدم عليه السلام لما تاب..
قال تعالى : " فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. "

قصّة آدم عليه السلام قصّة مصغّرة مُهداة لكل مسلم بيقرأ القرآن, عشان يعرف طريقه, ويعرف عدوّه, ويعترف بضعفه, ولما يغلط, يعرف إنه لو رجع هيلاقي الباب مفتوح.
وأخيراً, قال تعالى " بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ " .

الأحد، 7 يوليو 2013

القوة واللين


في البداية عايزة أشير إلى أن القوة لفظ عام جداً ومتفرّع جداً جداً.. لكن في قسمين رئيسيين للقوة من وجهة نظري : القوة الجسديّة, والنفسيّة..
وهتكلم هنا عن القوة النفسية على وجه الخصوص.
في ناس بيخلطوا بين "القوة" و "الشدة" .. بيحسبوا إن القوة تكمن في استخدام الألفاظ القاسية والأسلوب المتعنّت الشديد !
الرسول صلى الله عليه وسلّم مدح المؤمن القوي وفضّله عن الضعيف..
قال صلى الله عليه وسلم في حديث مشهور : " المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كلٍّ خير.."
وربنا سبحانه وتعالى لفت النظر إلى لين الرسول صلى الله عليه وسلّم ورحمته..
قال تعالى " فبما رحمةٍ من الله لنت لهم, ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك.."
طيب لو القوة واللين - الي هوّا عكس الشدة- متناقضين.. إزاي ربنا بيحب المؤمن القوي وفي نفس الوقت مدح في الرسول صلى الله عليه وسلّم لينه ورحمته ولفت النظر إلى إن الصفات دي من أهم أسباب نجاح دعوته ؟!
القوة النفسية وهيّ قوة يقينك في قناعاتك ومعتقداتك .. ورسوخك على مبادءك.. وتمسكك بالحق وثباتك عليه .. أكبر سبب يخلّي أسلوبك ليّن ويخلّيك "رابط الجأش" زي ما بيقولوا.. ومن المعروف إن الانفعال الشديد دليل على ضعف موقف الإنسان وثقته إلي بيخبّيهم بالألفاظ الشديدة الفظّه.. فكل ما كنت قوي نفسيّاً.. كل ما هيقل لجوئك إلى الغِلظة والشدّة والألفاظ القاسية, وكل ما هتنجح في تبليغ دعوتك, ونشر فكرتك :)..

الأحد، 26 مايو 2013

قوة العطاء

من الصعب وصف هَول القوة التي يستمدها الإنسان –أيُّ انسان- من إعانته لغيره,
وكَم السعادة التي يشعر بها من يُساعد الآخرين..

وكمية الثقة التي يستمدّها من سخّر حياته ليفيد العالَمين..
ومقدار الرضا الذي يحس به من يقضي حوائج الناس..
وقدر انشراح الصدر الذي يعاينه من نَفع غيره بما يستطيع..
فهذه الأحاسيس والمشاعر, لا يدركها جيداً, ولا يعيها مطلقاً, إلا من عاينَها وجرّبها.
ولن يدفع الإنسان بنفسه لسبيل المِعطائين إلا بعد أن يعي حقيقةً هامةً, ويصدّقها, ويؤمن بها, ويتشرَّبَها, وهي أن كلّ شيء, وأيّ شيء, وأقلّ شيء, يفعله الإنسان لغيره في الظاهر إنما يعود عليه هوَ بنفعٍ يفوق ما نَفعَ به !
فمِن نفع الآخرين ومساعدتهم وإسعادهم ولو بأقلّ القليل, ومن كل عملٍ نبيل, يُستَمدُّ كل شعورٍ جميل, وما عاش من عاش لنفسه, وما مات من عاش لغيره.
عندما تشرح صدر إنسانٍ بابتسامة, وتثلج صدره بكلمةٍ طيبة..
عندما تعلم إنساناً شيئاً ما يجهله, أو تمنحه شيئاً ما يفقده, أو تساعده على بلوغ شيءِ ينشده..
عندما تُسعد حزينا, عندما تطمئن مهموماً, عندما تأمّن فَزِعاً, عندما تُجير خائفاً, عندما تنصر مظلوماً, عنما تواسي مكروباً, عندما تطعم جائعاً, عندما تكسو عارياً..
عندها تكون قد فعلت لنفسك أكثر مما فعلته لغيرك..
عندها تكون قد ادّخرت رصيداً من السعادةِ كبيراً, وقدراً من الرضا عظيماً.

وتذكر..
كلما أعنت كلما أُعنت, وكلما ساعدت كلما سُعدت, وكلما مَنحت كلما مُنِحت..
 ومن كان في عونِ أخيه, كانت أعظم قوى الكونِ في عونه.. قوّة الإله.. قوّةُ القويِّ.. قوّةُ الله !

الخميس، 18 أبريل 2013

أن تعرف نفسك



في رحلة حياة الإنسان –طالت أم قصُرت- ليس أهم عليه من معرفة ذاته, واكتشافها, وفَهمها, وسبر أغوارها, والوقوف على مزاياها وعيوبها, ومحاسنها ومثالبها, ونقاط قوتها وضعفها, ومواطن جهلها وعلمها, ومعرفة رغباتها, ومقاصدها, وأهدافها, وأحلامها. 
يجب عليه اكتشاف ومعرفة كل ذلك حتى يحقق التوافق مع ذاته, فيحبها, فيسعى لرقيها, ويجتهد لتنميتها, وتطويرها, وتزكِيَتِها, و ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ .
فإذا توافَق الإنسان مع ذاته, فلن تستطيع قوة في العالم أن تُربكه, وتشوّشه, وتحيد به عن الطريق المستقيم. ولن تثنيه عقبات الحياة وعوائقها مهما كثُرت عن الارتقاء بذاته وطموحاته وإنجازاته.
فمعرفة الإنسان لنفسه, وتهذيبها, وتزكيتها, والتوافق معها, تفتح له أبواباً لا حصر لها من الخير والهداية والسداد.
فلا أهدى ولا أسعد ممن تناغم مع ذاته, فوضع يده في يدِها, ومضيا سويّاً على الطريق المستقيم, ونحو الهدف القويم, لا يتعارضا, ولا يتصارعا, ولا يتناقضا.
ولا أضلّ ولا أتعس ممن جهِل نفسه ولم يلقِ بالاً لمعرفتها, فأعملَها ولم يعمل لها, فبقى معها في صراع, ولم ينفكّا عن النزاع, فأصبح سائراً في الحياةِ متخبّطاً متحيراً متذبذباً.
فالإنسان إن لم يعرف ذاته ويفهمها, اضطرب وتعثّر, وتردّى وهوى, وشقي وتعِس.. وعاش حياته في صراعٍ أبديّ, وحربٍ ضروسٍ مع نفسه.
وقد كُتِب في اكتشاف الذات الكتب, وأُلفت فيه المؤلفات, وتكلّم الفلاسفة, ونصح العلماء, لكني أرى السبيل الأبسط والأصوب لفهم الذات هو التأمل في النفس والتفكر فيها, أن يجعل الإنسان وقتاً لذاته, لنفسه, لروحه, يحدد فيها مبادئه وأهدافه ورغباته, ويرسم فيها صورةً مشرقةً لحياته؛ حتى لا يضيع الإنسان في متاهات الحياة, ويغرق في أمواجها المتلاطمة.

الأحد، 14 أبريل 2013

أخشى أن أحاسب..

أخشى أن أحاسب..
على كلّ لقمة أدخلتها جوفي..
ولياليهم بالجوع مطوية..
وعلى كلّ ضحكةٍ علا بها صوتي..
وقلوبهم بالحزن مكسيّة..
وعلى كل شربةِ ماءٍ روُي بها عطشي..
وجسُومهم بالدمِ مرويّة..
وعلى كلّ لحظةٍ غفا فيها جفني..
وهم من القصف لا يجدون ليلةً هنيّة..
وعلى كل فرحةٍ ثَلُجَ بها صدري..
وصدورهم بالأسى ملية..
وعلى كل نَدرةٍ نطق بها لساني..
وألسنتهم تروي المآسي مليّاً..
وعلى كلّ بسمةٍ علت فَمِي..
والأحزان في عيونهم مرئيّة..
وعلى كلّ شهوةٍ استعبدتني..
وأرواحهم تذهبُ فدى الحريّة !
فتاللهِ إن لم تدركنا رحمةُ الإله إننا لهلكى..
من تقصيرنا في حقّ المستضعفين ..
وتفريطنا في حقّ اليتامى.. والثُّكلى..
فأين نحن من الجسد الواحِدِ..
وأين نحن من تآزر البنيانِ؟

الجمعة، 12 أبريل 2013

أبلغ رد !

إن لم تجد من يبنيك..
فلتبنِ نفسك أنت..
وعندما يسعى الكل لتحطيمك..
اصمد أمامهم واثبَت..
فمهما صِرت ومها كنت..
فلن تسلم من ألسنة البشر قط..
وما دُمت عظيماً..
فليس من تثبيط المُحبطين بُد..
فناجحٌ سلم من ألسنة الخلق..
لم يُذكَر في التاريخ بعد !
ومعاول الهدم لا يقصد بها إلا..
من علا, وارتقى, ورام المجد..
وإن جُرحت من أهدهم حسداً..
فليس أبلغُ من الاجتهاد رد !
فدافع كلّ تثبيطٍ..
حقدٌ متأجج في الصدور أو حسد
فلا تجزَع إذا ما رُميت بأسهمٍ..
فأسهم الأغرارِ لا يسلم منها أحد.

الخميس، 11 أبريل 2013

فوضى

بداخلي فوضىً تعتريني.. 

تارةً توقظُ فيّ حنيني..

وتارةً بهمّ المستقبل ترميني..

ها أنا ذا .. لستُ أدري من أنا..

وما زلتُ في البحث عني أقضي سنيني..

رتبتُ أوراقي.. كُتُبي.. ومكتبي..

نسّقتُ ملابسي.. وأغراضي..

نظّمتُ كلّ ما حولي..

وسهيت أن أرتب باطني !

وغفِلتُ أن أنظم داخلي !

ونسيتُ أن أنسق كامني !

ومنِ الإنسان إن لم يعرف من هو؟

وما المرءُ إن لم يعلم ما هو؟

وكيف يطرَبُ الإنسان إن لم يفهم ذاته؟

وهو إن لم يفهمها اضطرَب.. وتعثّر.. وبالفوضى مُلِئت حياته

الجمعة، 5 أبريل 2013

الثقة بالنفس والغرور

من أكثر المفاهيم التي يتحتّم علينا الجمع بينها حتى نحيا حياةً ملؤها السعادة والرضا, ونحقق النجاحين الشخصي والاجتماعيّ على حد سواء : الثقة بالنفس والتواضع.
ويتسائل الكثيرون عن كيفية الجمع بينهما, أو امكانيّته أصلاً.
ولا أجِد إجابة شافيةً في المقولة التي تمثل العلاقة بين الثقة بالنفس والغرور في نظر الكثير من الناس .. التي تقول :
" الغرور هو الثقة الزائدة بالنفس " .. لا وألفُ لا !.. لم تكن زيادة الثقة بالنفس أبداً -ولن تكون- سبباً للغرور والكِبر, إلا لخلل في النفس نفسها.. وانحراف عن الثقة الحقيقية بالنفس, فالمغرور ليس واثقاً من نفسه, لكنه يراها أكبر بكثير من  حجمها الحقيقي.. ويرى الآخرين صِغاراً حقيرين من برجه العاجيّ الوهمي.
أما الثقة بالنفس فهي رؤية موضوعية لقدرات الإنسان, وإيمانٌ بنقاط قوته, وتقديرٌ لأسرار الله التي أودعها فيه.
لن أتفلسف كثيراً وأعقد مقارنة نمطيّة بين أعظم السمات وأبشع الصفات, ولن أصف لك "روشته" تصل بها إلى تحقيق التوافق بين بين الثقة بالنفس والتواضع..
لكني سأعطيك طرف الخيط , وابحث أنت عما تبقى..
ثق بنفسك.. آمن بها.. وقدّرها..
لكن ابدأ السلام مع الآخرين..
اعطف على الفقراء والمساكين..
تبسّم لكل المخلوقين..
ساعد المحتاجين..
اسمع شكوى المُستضعفين..
واسعَ مع العاجزين..
فلا توصف من المغرورين..
وتجمع بينَ أعظم خَصلتين..
فيرفعك ربّ العالمين..
وتكونَ للأرض من المُعمّرين.
:)



الاثنين، 1 أبريل 2013

فلاتر المشاعر

لا يُظهر "كل" ما يُبطنه من مشاعر إلا أحمق..
ولا يُذيع كل ما يراوده من أحاسيس إلا سفيه !
ليست دعوة للنفاق.. ولكنها دعوةٌ للسيطرة, والتحكم, وضبط الانفعالات .

كل إنسان تراوده -لاشك- بين الحين والحين عواطف ومشاعر تجاه شخص, أو أشخاص معينين, وهذه المشاعر قد تأتي للحكماء والسفهاء على حد سواء, ولا يُلام عليها إنسان .. و " لا تُكلَّفُ نَفْسٌ إلا وُسْعَها" .
لكن ما يفرق الكيّس العاقل عن الأحمق المتهور هو وقت وطريقة إظهار تلك المشاعر, أو إظهار تلك المشاعر من الأساس أو إخفاؤها, وكِتمانها, وتهذيبها, وعدم الاكتراث بها, حتى تندثر أو تُنسى, إذا لم يدعو لها داعٍ, ولم تناسبها مناسبة.

قرأتُ مؤخراً عن مراحل يُمرر فيها العاقل مشاعره؛ حتى يقرر إظهارها أو كتمانها, والطريقة التي يظهرها بها..
ومع بساطتها, إلا أنها تساعد أيما مساعدة في اكتساب الذكاء العاطفي - الذي يعني القدرة على إدارة العواطف وحسن استخدامها- , واسميتها " فلاتر المشاعر " , وإن جالت في خاطرك أي مشاعر ( وأخص بالذكر مشاعر الحب والغضب لأنهما أكثر المشاعر اجتياحا للنفس وأصعبها في التحكم بها ).. فاعرضها على هذه الفلاتر, ثم اتخذ قرارك في البوح بهذه المشاعر والتصرف على أساسها..
تأكد أن مشاعرك :
1/ موجهة للشخص المناسب.
2/ وفي الوقت المناسب.
3/ وبالقدر المناسب.
4/ ولهدفٍ مناسب.
5/ وفي النهاية .. " أظهرها بشكلٍ مناسب "

فإذا داهمتك مشاعر الغضب من أمرٍ / شخصٍ ما, فانظر إلى الشخص -المسكين- الذي ستُفرغ عليه غضبك, هل له ذنب؟ .. وإن كان له. هل هذا الوقت مناسب أم أن ظروف الشخص متردية ولا ينقصه المزيد من السلبية.. وإن كان الوقت مناسباً : فرّغ عن غضبك بلا ظلمٍ أو اجحاف, كن منصفاً وزن الأمور بموازين العقل ولا تعطها أكبر من قدرها. وما هدفك من إفراغ مشاعرك؟ هل سيجلب لك إفراغها مصلحة أم سيلحق بك ضررا ؟ .. وفي النهاية اختر الطريقة المناسبة التي تظهر بها غضبك هل ستكون بالمقاطعة, أو المواجهة, وإن كانت المواجهة, أهي المواجهة العنيفة أم التي لا تجرح..
{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران: 134

وإن شعرت أنك على وشك الوقوع في حب شخصٍ ما .. أنظر أولاً.. هل يستحق ذلك الشخص تلك المشاعر النبيلة منك؟ وإن كان يستحق, فهل هذا وقت مناسب لأن تظهر تلك المشاعر - أم أن هناك فجوة عمرية بينكما مثلاً أو حالته الاجتماعية لا تسمح لك بهذه المشاعر تجاهه- وهل يستحق كل هذا القدر من الحب؟ وهل ستكون ثمار اظهارك لذلك الحب يانعة أم خبيثة؟.. ثم أظهرها بطريقة مناسبة يرضاها الدين والخلق والمجتمع.
{وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} البقرة: 216

هذه هي الفلاتر الخمس للمشاعر, التي أنوي, وأتمنى - كل التمني - أن أطبقها على حياتي حتى أزداد سيطرةً عليها فأزداد رضىً عنها ونجاحاً فيها.
وأنت.. تحكم في مشاعرك ونفسك, لتقودها بدل أن تقودك, وتُسيّرها بدل أن تُسيّرَك, وتوجّهها بدل أن توجّهك, وتمسك زمامها بدل أن تأخذ بناصيتك !

الجمعة، 29 مارس 2013

الحزن والفرح قرار


بإيدك انتَ تصنع سعادتك.. 
أيوة, وبالخامات الي عندك!
والحزن -بقساوته- انت بتشتريه.. 
تصدّق بتدفع ثمن ليه ؟!!
ثمن غالي.. مش رخيص..
مع انه شعور بئيس !
بتدفعله حياتك.. لحظاتك.. ثوانيك..
مع إن دول.. أكبر راس مال ليك..
بتدفعله صحتك..
الي هيا كافية -لو معندكش حاجة- تبسطك ..
ممكن تخلق السعادة.. برغم ان حواليك مِحَن..
وممكن تعيش تعيس.. رغم انك غرقان مِنَح !
وفي الأول وفي الآخير..
الحزن والفرح قرار.. وفإيدك انت تختار !


الأربعاء، 27 مارس 2013

تيقّظ !

يقول الدكتور مصطفى السباعي :
" نحن نحتاج أن نتذكر ما نعلم, أكثر من حاجتنا لأن نعلم ما نجهل, وأكثر متاعب الإنسان في حياته ناشئة عن نسيانه لحقائق يعرفها. "
ما أعمقها من مقولة ! وما أصدقها من حكمة !
نعم..
نحن نحفظ الكثير, ونعلم الكثير, ونفهم الكثير, ونُدرك الكثير, ونعي الكثير, وموقنون بالكثير والكثير, لكن!...
لكن يقظتنا لما نحفظه, ونعلمه, ونفهمه, وندركه, ويقظتنا لما نحن موقنون به.. هو المهم!
لأن يقظتنا وتذكرنا لهذه الحقائق هو ما يدفعنا لنضع ما في رؤوسنا الممتلئة, في أفعالنا التي تناقض ما ملأ رؤوسنا!


قال تعالى :
وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ [يوسف 105]

تسليمنا, وتكرارنا لمعانٍ ما, قد يُفقدنا جوهرها.. قد يجعلنا نغفل عنها أكثر من غفلتنا عنها ونحن بها جاهلون..
تمر على أسماعنا.. كلماتٌ.. وآيات.. وحكم.. ومواعظ قد اعتدناها.. فلا تتحرك لها قلوبنا, لِمَ؟ لأننا غافلون, ناسون, أو متناسون.

وتمر على أبصارنا آياتٌ كونية لو تأملناها لوجدنا فيها الهدى, لكن من كثرة مرورنا عليها, قد أعمينا عن رؤية أسرارها.
كم قرأنا بعُجالةٍ سورة الفاتحة في صلاتنا, لكن هل تشرّبنا من معانيها؟ أو اغترفنا من أسرارها؟ أو شعُرنا بما فيها من كنوز؟

فإنها بالتأكيد لم يضعها الله في هذه المنزلة -أن تكون لا صلاة لعبد بدونها- إلا لأسرارٍ فيها كثيرة, وحقائق فيها غزيرة, وحِكم فيها وفيرة !
كم سمعنا حديث " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً..." لن أكمله! فجميعنا يحفظه, لكن من تدبّره؟ من تيقّظ له؟ من طبّقه؟.. من اغترف ولو معنىً من معانيه ؟
نعرف أننا نؤجر على تبسمنا في وجوه الآخرين, هل نتبسم؟, وإذا تبسمنا, هل ننوي بذلك أن نؤجر؟
نوقن تماماً نحن المسلمون, أن هاك موتٌ, وآخرة, وحساب, وجنة ونار, ونعيم وعذاب, وثوابٌ وعقاب, لكن هل هذا اليقين يؤثر في تصرفاتنا, وأفعالنا؟
والأمثلة أكثر من أن تُحصى, لكن لا أريد الإطالة.

نحن إذا فتحنا أعيننا, وأزلنا غشاوات بصائرنا, وايقظنا أذهاننا, فحينها, وحينها فقط, نحقق الهدف من وجودنا, ونصبح جدارى بأن نكون خلفاءً في الأرض.. ونؤمِّن سعادتنا في الدارَين: الفانية, والباقية.



الثلاثاء، 26 مارس 2013

زوايا !

أكثر ما يُقعدني عن الكتابة ويمنعني من أن أكتب, وساوس تراودني تقول لي..
" قد كُتب في هذا الموضوع من قبل, وناوله الكثير من عظماء الكُتّاب, فهل ستقولي قولاً مختلفاً عما قالوه! أم ستأتي بحقيقةٍ غفلوا جميعاً عنها؟ أنتِ أيتها المغمورةُ الصغيرة "
خاصةُ أني لا أحب تكرير ما قاله غيري , أو إعادة ما كُتب من قبل, ولا شيء أبغض عندي من التقليد, والتكرار!
لكن بعد تفكيرٍ في هذه الوساوس المُحبطة, المُقعدة, والمثبطة, تبيّن لي أني لا بد لي أن أنطلق !
لا بد أن أُطلق لفكري وأحرفي العنان !
لِمَ؟
لأنني أدركتُ أن لكل إنسانٍ زاوية لا ينظر منها غيره, ولا يراها سواه, زاوية تشكلت بسبب كل حرفٍ قرأه, وكل كلمةٍ سمعها, وكل اعتقادٍ اعتنقه, وكل فكرةٍ آمن بها, زاويةٌ يستحيل أن تطابق زاوية شخص آخر, أياً كان ! -يمكن أن تشابهها لكنها لن تطابقها أبداً-
زاويةٌ عندما أكتب انطلاقاً منها, قد تؤثّر كتاباتي في شخصٍ لم تؤثر فيه كتابات أعظم الكتاب في نفس الموضوع..
ليس غروراً أو اغتراراً بشيءٍ من قدراتي.. لكنها حقيقة!
وستدرك هذه الحقيقة إذا وَعيت أن القرآن الكريم, أعظم كتابٍ مسطور, كُررت فيه نفس الأفكار كثيراً بزوايا مختلفةٍ ومتباينة, لعل إنساناً لا تؤثر فيه آية, ويتأثر بآيةٍ أخرى بها نفس المعنى- لكن من زاويةٍ أخرى.

وأنت أيضاً ! حذارِ أن تُقعدك وساوسٌ كهذه عن التعبير عن نفسك, أو نشر أفكارك, أو بثّ خواطرك للعالم!.. فإن زاوية رؤيتك لا يملكها غيرك, وقد تؤثر في شخصٍ لم يتأثر بكتابات أعظم الكُتّاب.

الاثنين، 25 مارس 2013

أخل المقاييس

لا شيء بإمكانه تشتيتُك, وتضييع طاقتك, وإشعارُك بالإحباط والإنهزام, وتدمير مواهبك, بقدر أن تجعل نجاحات الآخرين مقياساً لنجاحك.
الكثير منا تربّى بطريقةٍ خاطئة, أساسها المقارنة, والرغبة في التقدم على الآخرين فحسب.
بدون أن يشعر المُربّي, وبحسن نية, عندما يقارن ابنه بجاره أو صديقه أو غيرهم ليشجعه أو يُحمّسَه, أو لـ"يحرق دمه" في بعض الأحيان, فإنه يُكوِّن شيئاً فشيئاً نفسية مريضة, مُختلة المقاييس, عديمة الهدف والرؤية, أقصى غاياتها أن تتقدم على الآخرين بأي وسيلةٍ كانت, المهم أن يسبق من حوله, وما دون ذلك فليس بمهم..
ليس مهماً إذا حفظ دون أن يفهم, ما دام سيسبق أقرانه في درجات الامتحان.
ليس مهماً إذا سعى لإفشال الآخرين أكثر من سعيه لإنجاح نفسه, مادام سيسبق الآخرين إذا جعلهم يفشلون.
هو فاقدٌ للغاية, عديم الهدف, وجُل اهتمامه أن يكون أفضل من الآخرين, أيّاً كانت الوسائل, هذا هو مقياسه الوحيد, وما أغلطه وأخلّه مقياساً !
الذي يجعل نجاحات الآخرين مقياساً له, لن يذوق أبداً طعم النجاح الحق, ولن يصل إليه, وهو لا يستحقه من الأساس!
وهذا المقياس -المغلوط- يقتل طموح الفرد, واستقلاليته, ويُذيب شخصيته ومواهبه.
كلٌّ منا يبرع في أمورٍ مختلفة, كلٌّ منا وُهب قدراتٍ مميزة, لكلٍّ منا ميدانٌ يناسبه النجاح فيه, وطريقةٌ يمكنه تحميس ودفع نفسه بها سوى مقارنة نفسه بالأخرين, ومقاييساً يستطيع قياس نجاحه بها غير نجاحات الآخرين.
فالآخرين لهم ظروفٌ غير ظروفك, وقدراتٌ غير قدراتك, ومواهب وملَكات مختلفة عن مواهبك وملكاتك, فلم تظلمُ نفسك بمقارنتها بهم ؟
ضع لنفسك أمامها هدفاً يكون نصب عينيها, ضعه بدقة وبعد دراية منك بقدراتك ومواهبك, يكون هو المقياس, فهكذا تشعر بنجاحك, وتزيد انتاجيتك, وتكبر أمام نفسك.

الجمعة، 15 مارس 2013

هكذا علمته الحياة !

ما أجمل الكتب الجامعة لدروس الحياة وخبراتها, فهي توفر علينا الكثير من التجارب, وتُلهِمُنا الرُّشد والحكمة.
ومن أروع ما قرأت في كُتب التأمّلات والدروس والفوائد كتاب "هكذا علمتني الحياة" .. للدكتور مصطفى السباعي.
وقد استوقفتني بعض الدروس والعبارات التي لم أتمكن من اجتيازها دون تدوينها, ومن ثَم رغبت في جمع بعضها هنا حتى تَعُم الاستفادة . 

- الصدق مَطيّةٌ تنجي صاحبها وإن عثرت به قليلاً, والكذب مطيّة تهلك صاحبها ولو جرت به طويلاً.

- اللذّة والألم ينبعثان من تصور النفس لحقيقتيهما, فكم من لذةٍ يراها غيرك ألماً, وكم من ألمٍ يراه غيرك لذة.

- إذا امتلأ القلب بالمحبة أشرق الوجه, وإذا امتلأ بالهيبة خشعت الجوارح, وإذا امتلأ بالحكمة استقام التفكير, وإذا امتلأ بالهوى ثار البطن والفرج.

- الدين لا يمحو الغرائز ولكن يروّضها, والتربية لا تغير الطبائع ولكن تهذبها.

- لو كنت متوكّلاً عليه حقّ التوكُّل لما قلقت من المستقبل,
ولو كنت واثقاً من رحمته تمام الثقة لما يئست من الفرج,
ولو كنت موقناً بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه في قضائه وقدره,
ولو كنت مطمئناً إلى عدالته بالغ الاطمئنان لما شككت في نهاية الظالمين .

- خلود العالم بعلومه, وخلود الفيلسوف بتأملاته, وخلود القائد بفتوحاته, وخلود النبي برسالته, وخلود المُصلح بصحابته.

- إذا أراد الله أن يسلب من عبدٍ نعمة أغفله عن صيانتها, وإذا أراد أن يمنحه نعمةً هيأه لحسن استقبالها, وإذا أراد أن يمتحنه في نعمةٍ أيقظ عقله وهواه, فإن غلب هواه عقله لم يكن بها جديراً.

- بين الصلاح والفساد يقظة الضمير, وبين الخطأ والصواب يقظة العقل.

- كل مؤلف تقرأ له يترك في تفكيرك مسارب وأخاديد, فلا تقرأ إلا لمن تعرفه بعمق التفكير, وحرارة القلم, واستقامة الضمير.

- العاقل يرى فيما يقال عنه تنبيهاً لأخطائه, والأحمق يرى فيها محض إيذائه.

- التجارب تنمّي المواهب, وتمحو المعايب, وتزيد البصير بصراً, والحليم حلماً, وتجعل العاقل حكيماً, والحكيم فيلسوفاً.

- الانصراف إلى الفن شغل الذين تم لهم البناء, أما الذين لم يبدئوا البناء بعد, أو بدئوا متأخرين, فمن أكبر الجرائم صرفهم عن الاهتمام في تقوية البناء إلى الاهتمام بالرسم والغناء, وعن الاختراع إلى رقص الإيقاع, وعن صنع الحياة إلى رسم الحياة !

- أي عاقلٍ مخلص يود أن يكون لنا نجوم في التمثيل والتلفزيون والرسم والغناء, قبل أن يكون لنا أبطالٌ في الحروب, وعلماءٌ في المختبرات, ومخترعون في الصناعات؟

- جمال الروح يهون عليك المصاعب, وجمال النفس يسهل لك المطالب, وجمال العقل يجلب لك المكاسب, وجمال الشكل يسبب لك المتاعب.

- تظهر أخلاق الأمة على حقيقتها في موطنين : في الأغاني التي تحبها, وفي الأعياد والمواسم.

- نحن نحتاج أن نتذكر ما نعلم, أكثر من حاجتنا لأن نعلم ما نجهل, وأكثر متاعب الإنسان في حياته ناشئة عن نسيانه لحقائق يعرفها.

- لا ينمو العقل إلا بثلاث : إدامة التفكير, ومطالعة كتب المفكرين, واليقظة لتجارب الحياة.

هذا غَيضٌ من فيض ما أعجبني في هذا الكتاب الرائع, وسيكون لنا لقاء آخر واقتباسات أخرى من ذلك الكتاب الممتع بإذن الله.

انت عدو نفسك !

أوقات كتير.. بتكون انت عدو نفسك.. عدو نفسك الوحيد.. والقيد الي من حديد.. والعائق الشديد.. الي مانعك تكون ناجح.. سعيد..
وتبقى خايف تواجهها.. وتتحامى بالهروب.. ولوم القريب والبعيد..
محدش غيرك مسؤول.. عن حلمك الجميل.. عن هدفك الكبير.. عن قلبك السليم.. وعن مستقبلك العظيم..
الحل مش بعيد.. مش هناك.. الحل ف نفسك.. جوّاك..
الحل ف عقلك.. تفكيرك.. ف قلبك.. وهواك..
الحل مش سهل أكيد.. الحل صعب وشديد..
ولازم تتأكد وتعرف.. محدش بيعلى.. أو يشرَّف.. غير بالتعب.. والكفاح..
محدش بيسلم م الجراح.. وغالي تمن الفلاح..
وبعد المرّ.. هتدوق طعم النجاح..

الخميس، 14 مارس 2013

طعم النجاح

كثيرٌ من الناس ينجحون ويُنجزون ويتقدمون, لكن لا يشعرون بنجاحاتهم, أو إنجازاتهم, أو تقدمهم.
ولأنني أعتبر شعور الناجح بنجاحه وتذوقه لطعمه شطر النجاح, قررت أن ألفت أنظاركم إلى شيءٍ ما لمحته مؤخّراً.
بلا إسهابٍ أو إطالة..
عندما يحدد المرء هدفاً - مهما كان صغيراً - ثم ينجزه, فإنه يشعر بنشوة النجاح والانتصار -بقدر عظمة الهدف بالطبع- .
على عكس الذي لا يحدد هدفاً يتوجّه نحوه, فإنه مهما أنجز لا يشعر بتلك النشوة ولا يتذوق ذلك الطعم الجميل, طعم النجاح .
لنأخذ مثالاً..
إذا استيقظ أحدهم من نومه, ثم كتب سأعمل كذا وكذا في هذا اليوم, وحلّ عليه المساء بعد أن أنجز ما حدده, ألا يشعر بالارتياح والسعادة ؟
أما الذي يصحو فيبدأ أعمال يومه ويجتهد في أداءها, لكنه في نهاية اليوم لن يشعر أنه أنجز شيئاً, لأنه لم يحدد ما يهدف إلى إنجازه بدايةً , فبالتالي لن يشعر أنه أنجز شيئاً !
لذا درب نفسك على أن يكون سيرُك وسعيك واجتهادك نحو هدفٍ محدد وليس خبط عشواء, حتى تتذوق طعم النجاح.

الاثنين، 11 مارس 2013

ظلمتُ نفسي

ظلمتُ نفسي عندما أخّرتها..
عن رَكب المُفلحين بخمولي..

وظلمتها عندما أقنعتها..
أنها عاجزةٌ عن الوصولِ..

وظلمتُها عندما أسمعتها..
صوتا مُحبطاً " يا نفسُ لن تنولي "..

وظلمتُها عندما أخبرتها..
قمّة ما تُريدين لن تطولي !


وظلمتها عندما أبعدتُها..
عن موجِدِها, باللهوِ وسفاسف الأمورِ..


وظلمتُها عندما قارنتُها..
بغيرها, فآلمتُها, بسيّء الشعور..

وظلمتها عندما أَفهمتُها..
أن حياة اللهو خيرٌ من السعي الدؤوبِ..

وأن سُبل المجد دوماً..
ستبقى أملّ وأسأمَ الدُروبِ !

وأنها مهما قَوِيَت فلن تقوى..
على مواجهة أعتى الحروبِ..

حربُ هواها.. وشيطانها..
وكسلُها.. وأوهامها..
وهل أعتى من هذه الحروبِ ؟

ظلمتكِ يا نفسي..
والآن العفو والغفران أطلُب..
فهل إلى مردٍّ من سبيلِ ؟

الأحد، 3 مارس 2013

اعتبر من فريدة !





لن أتكلم كثيراً .. لأن لساني يكاد يعجز عن التعبير..
وعقلي ذاهلٌ عن التفكير..
وكلماتي تكاد تندثر !
أريد فقط أن أعتبر وأنشر العبرة..
وأتذكر وأنشر الذكرى..

هي عظيمةٌ وإن لم يُخلّد التاريخ اسمها .. أو تجربتها..
لكنها في ملكوت السماء .. أحسب انها من أعظم العظماء !
عند رب الكون الذي ابتلاها .. بما لم يبتلي به غيرها..
ابتلاها بما لتنوء منه الجبال وتتصدّع الصخور ..
فصبرت.. وما يأسَت.. وبالأمل تسلّحَت..
بل أثرت في حياة الكثيرين كما لم يؤثّر الأصحّاء..
منحتهم الأمل الذي فقدوه..
وانتزعت منهم اليأس الذي تملّكَهم..
فريدة..
فتاة في الثانوية .. عافرت مع سرطان الكبد ..
مرهَقٌ شكلها .. لكن روحها بالحيوية مُفعمة .. وبالأمل وضّاءة..
هيَ في حسابات البشر من أشقى الأشقياء ..
لكنها والله لمن أسعد السعداء ..
توفّت فريدة وتغمدها الله برحمته بالأمس..

من منا ابتلي ببلوى فريدة ؟
   ومن منا تألم كفريدة ؟
 ومن منا ملأه الأمل.. كفريدة ؟
ومن منا عظيمٌ كفريدة ؟

فريدة.. مثالٌ لسلامة القلب رغم مرض الجسم
وصحة الروح مع اعتلال الجوارح
ونشاط النفس مع عجز الأعضاء

رحمك الله يا فريدة ورزقنا صبرك وقوة يقينك ونور ايمانك ..



* لمن يريد أن يتعرف أكثر على فريدة.. هنا حسابها على تويتر





الجمعة، 1 مارس 2013

حياةٌ.. فوق الحياة

سُئلت.. لمَ هذا العناء ؟
لم في الحياة القصيرة الشقاء؟
لم الطموح والنظر إلى السماء؟
ولم تتركين متع الحياة..
وتنزوي مع كتُبٍ .. وأقلامٍ .. وأوراق بيضاء ..
لم يُدركوا.. أن سعيي في حياتي متعتي..
وأني في الجد أجد ملذتي..
وفي النَّفع.. كل مسرّتي..
وأسلوبي في حياتي.. محضُ إرادتي.. ومشيئتي.. 
وإذا كان السعيُ مُتعب.. فالقعود مُفسدٌ.. أجدبٌ.. معطب..

إني أرومُ بعد الموت خلوداً..
بعملي.. بما صنعتُ.. وفعلتُ..
للإنسان إن أراد حياةً..
فوق الحياة شرط أن يُحسن العملا..
وله على الألسن ذكرٌ.. ثناءٌ حسن..
وله عند ربه أرفع الرُتَب..
ولكن لا تُنال رفعة بالتمني..
و "ليت" لم تبنِ أبداً مجداً..
موت الخالدين ميلادٌ لهم..
وحياة الفارغين بلا معنىً.. بلا مغزى..
بلا هدفٍ بلا أمل..
بلا سعيٍ بلا عمل..
عالاتٌ تعيش على الكون.. وبعد موتهم..
بأيامٍ.. لا يكاد يذكر لهم أثر..
فكن مُجدّاً تعش حياتينِ..
وإياك واللهو..
إن كُنتَ تشاء بعد موتك خلوداً .

الأربعاء، 20 فبراير 2013

حتماً ستأتي !

كم واحداً منا.. كم ألف .. قرر العيش في الوهمِ.. فضل الخوف.. 
نسي أن للوقت حدّاً كالسيف.. وأن العمر لا يضيعُ كما يضيع بكلمة سوف..
لم يدرك أن الهروب لن يُجدي.. وأن المواجهة يوماً ما.. حتماً ستأتي..
فضّل القعود.. ولم يقوى على الصمود..
وضع لنفسه الحدود.. واستسلم للقيود..
خدّر نفسه بحلوُ الأوهام.. بدلاً من تغيير الواقع الهدّام.. 
كم واحداً منا.. كم ألف.. آثر لذيذ الوهم على مُر الواقع.. وقرر العيش في الزّيف..
ناسياً أن الهروب لن يجدي.. وأن المواجهة يوماً ما حتماً ستأتي..
كم واحداً منا كم ألف.. نسي أنه أقوى من أي ظرف.. وأكثر من وُسعه لن يُكلّف..
جهل أن القوة لا يملكها.. إلا من يسعى لها.. ويحارب لأجلها.. ويكفح التحديات للوصول لها.
وأخيراً..
لا تكن كالذين لم يسمحوا لقواهم أن تتحرر.. ولا لعقلهم أن يفكر.. ولا لأقدامهم أن تسير..
فعالم الوهم مُغرٍ.. والخروج منه غير يسير..
لكن الهروب إليه لن يجدي.. والمواجهة يوماً ما حتماً ستأتي..

الخميس، 7 فبراير 2013

ليه؟

ليه تذل نفسك لما ممكن..
تلاقي فـ حد تاني البديل!
وليه تلون موقفك..
وتميل زي ما الريح تميل !
ليه بتعشق الدنيا كدة..
لما انتَ أصلاً عابر سبيل !
وليه مش تسامح.. وتنسى.. وتغفر
ومن أي موقف في قلبك تشيل !
ولي مش تجهز نفسك..
لما انتَ مؤمن بالرحيل !
وليه مع إنك غارق في النعم..
عايش في دور الشاكي, العليل !
وليه تستنى مساعدة.. ومعروف..
لو انتَ ناكر للجميل !
وليه بس النظرة السودا..
لما ممكن تشوف كل شيء جَميل ؟ !

:)

الثلاثاء، 22 يناير 2013

ماذا سيقول الناس؟


أكثر التعليقات التي أسمعها لردعِ المخطئ وكفّه عما يفعله, وتأنيبُه, "ماذا سيقول الناس؟!"
وكأن الناس هم السلطة الأهم, وكأن رأيهم هو المقياس الذي يُقاس به الخطأَ والصواب.
لماذا؟ لماذا أوّل ما نفكر فيه هو رد فعل الناس على تصرّفاتنا؟ ونُنحّي جانباً التفكير في مدى صواب هذا التصرّف أصلاً؟
لماذا نجعل الناس هم الرادع الذي يمنعنا عن ارتكاب الأخطاء -على مرأىً منهم ومسمع- إنما من وراء أعينهم, فلا بأس.. لا أحد سيرى, ولا أحد سيسمع, ولا شيء سيُقال.
لماذا نمتنع عن الأخطاء لأنها ستجلب علينا سخط الناس, لا سخط ربِّ الناس؟
لماذا نخاف من أن يرانا الناس سيئين, أكثر من خوفنا أن نكون -فعلاً- سيئين؟
لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟
أسئلةً لا إجابة لها إلا أننا نفقد احترامنا لذواتنا.. لا يهم من نحن.. المهم كيف يرانا الناس.. نهتم بنظرة الناس لنا أكثر مما نهتم بنظرتنا لأنفسنا..
نعرف جميعاً مقولة "رضا الناس غايةٌ لا تُدرَك" ونحفظها, ونرددها, ومع هذا ندفع كل مُرتَخِصٍ وغالٍ في سبيل إرضاء الناس, حتى لو كان الغالي الذي ندفعه هو أنفسنا, واحترامنا لها.
لا بأس أن نحسن صورنا أمام الناس.. لكن ليتنا نهتمُّ بتحسين أنفسنا.. كما نهتم بتحسين صورتها.. 
لأن أنفسنا إن تحسنت فتتحسن صورتها لا شك.. أما إن ظلّت سيئة.. فستبهتُ على الصورة المنمقّة التي تعبنا في رسمها, وتزييفها!
لا تفعل الخطأ.. لأنه خطأ.. وليس لأن الناس سيصفونك "بالمُخطئ" ..
افعل الصواب.. لأنه صواب.. وليس ليصفك الناس "بالصائب"..
كُلُّ تصرفاتك.. افعلها لتربح رضا ربّك.. واحترام نفسك.. أولاَ.. وصدقني.. إذا نلتهم فقد ربحت رضا الناس دون عناءٍ منك أو تعب.